اختتمت، اليوم الأحد بالدار البيضاء ” ، فعاليات التظاهرة الثقافية “منعطف بيضاوي” dérive casablancaise، التي تشكل فضاء مفتوحا للتبادل والابداع بين الفنانين في منطقة البحر الأبيض المتوسط .
كما تعد هذه التظاهرة الفنية، التي أقيمت على مدى خمسة أيام، منصة تبادل خلالها فنانون ينحدرون من بلدان البحر الأبيض المتوسط، النقاش وتقاسم الرؤى والأفكار حول مختلف القضايا الفنية، وفرصة لتقديم أعمال مسرحية لعموم الجمهور، خاصة في الرقص والموسيقى، وعرض أفلام سينمائية.
وتميز حفل الاختتام بعرض فيلم “اليد الخضراء” لمخرجته الفنانة الفلسطينية “جمانة مناع”، حيث يحكي العمل الفني، الذي يجمع بين الطابع الوثائقي والخيالي، في قالب فني ساخر، العقوبات الصارمة التي يواجها جامعو النباتات البرية في هضبة الجولان، والجليل، والقدس، بسبب إقدامهم على قطف نبتتي الزعتر والعكوب، وهي إحدى مكونات المطبخ الفلسطيني.
ويسلط الفيلم، الذي تعود من خلاله المخرجة جمانة مناع من برلين إلى فلسطين، أرض الأجداد، الضوء على هذه القوانين التي تشكل حاجزا بيئيا يبعدهم عن أراضيهم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكدت دنيا بنسليمان، المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة أن الدورة الثانية من “منعطف بيضاوي” شكلت فرصة مواتية لتسليط الضوء على أعمال مجمعة لفنانين من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، وخصوصا من فلسطين ولبنان، والمغرب.
وأضافت أن “منعطف بيضاوي” يسعى إلى تحقيق هدفين، يهم الأول جمع فنانين وفاعلين في الحقل الثقافي من مختلف مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط في فضاء مغلق من أجل الحوار، ومناقشة التحديات التي تواجههم، فيما يشمل الهدف الثاني، تمكين الجمهور من متابعة أعمال فنية معاصرة، في فنون الأداء، وعلى وجه الخصوص الرقص والمسرح والموسيقى، إضافة إلى قراءات كتابات شعرية وأدبية”. كما عبرت عن أملها في أن يشكل “منعطف بيضاوي”، منصة مثمرة لظهور مشاريع جديدة تساهم في تطوير مبادرات مستقبلية.
وتميزت الدورة الثانية من التظاهرة بغنى العروض الفنية والأدبية التي تم تقديمها، إذ كان للجمهور موعد مع العرض الكوريغرافي الفردي الذي قدمته الفنانتان مريم الجزولي (المغرب)، ونصية بلعزا (الجزائر)، حاولتا، من خلاله، استكشاف الحدود الفاصلة بين الكلام والجسد، والتساؤل حول كيفية تفاعل هذين الشكلين من التعبير وتكاملهما في حوار بين الجسد المتحدث والصوت الراقص.
من جانبه، قدم الفنان الكوريغرافي المغربي رضوان مريويقة عرضا بعنوان “أطلس الجبل” اتسم، على الخصوص، بطابع طقوسي وايقاعات ساحرة.
وبمشاركة الفنانين الفرنسيين لوري لوري بيلونكا، وبانجمان شفال، والشاعرة والقاصة المغربية سكينة حبيب الله، مثلت فعاليات “قراءات كهربائية” انتقالا بين مقاطع نصوص قرئت بصوت عال، من كتاب إلى آخر، في محاولة لمخاطبة الإحساس السمعي، وذاكرة القارئ، وقدرة المتلقي على التخيل.
كما تم تنظيم ندوة أطرتها الباحثة والمحاضرة المتخصصة في السينما المغربية مريم العرجاوي، والتي سلطت الضوء على أرشيف من الصور الفوتوغرافية والسينمائية خلال الفترة الاستعمارية، بالإضافة إلى مقتطفات من أفلام مغربية أخرجها كل من محمد عصفور، وأحمد بوعناني، وحكيم بلعباس، ودليلة النادر.
من جهته، أشرف الكاتب المسرحي يونس أنزان على محترف بصري نقدي استفاد منه مجموعة من الشباب الذين شاركوا في أنشطة المسرح والرقص بالمركز الثقافي “النجوم” بسيدي مومن. كما قدمت كاميليا جبران، المؤلفة والمغنية الفلسطينية، تجربة موسيقية ديناميكية تعتمد على الارتجال، وتجمع بين موسيقى من ثقافات موسيقية متنوعة.