أزيزة بوزيد، عصيان، بوفقوس، وأيضا بوفقوس غراس. هذه التمور المغربية، المعروفة بجودتها الغذائية، تشكل غالبية المساحة المغروسة بأشجار النخيل البالغة حوالي 2600 هكتار، وتتوزع على أربع واحات (فجيج، بوعنان، عين الشعير، عين الشواطر).
يحتل صنف “أزيزا”، الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف المستهلك المغربي، مكانة متميزة في السوق الوطنية، خاصة وأن هذا الصنف يتم تسويقه بأسعار مغرية تصل إلى 150 درهم للكيلوغرام الواحد.
ويعتبر صنف “أزيزا” من الأنواع ذات الجودة العالية والخاصة بواحة فجيج التي تتواجد بها 26 ألف نخلة، 73 في المائة منها منتجة. وقد عرفت هذه السنة إنتاج كمية تزيد عن 665 طنا من شأنها تحقيق رقم معاملات يتجاوز 90 مليون درهم.
ومن جهة أخرى، فإن إنتاج هذا الصنف من التمور لا يواجه أية مشاكل، بالتحديد، وذلك نتيجة الظروف المناخية الملائمة، وقيام الفلاحين بتنويع تقنياتهم ووسائلهم بهدف ترشيد استعمال مياه الري لتحقيق محصول جيد.
ويتطلب غرس صنف “أزيزا”، على مدى عدة أشهر، خبرة ومراقبة دقيقة للغاية (موقع أشجار النخيل، صيانة، معالجة استباقية،…). ورغم كون الطرق المعتمدة في غرس هذا الصنف تقليدية إلا أنها فعالة لضمان إنتاجية جيدة.
وفي هذا الصدد، قام فريق وكالة المغرب العربي للأنباء بجولة داخل ضيعة “أزيزا” لأشجار النخيل التي تتواجد بالقرب من منطقة العرجة (على بعد 3 كلم من فجيج). وفي هذه الضيعة حقول تخطف الأنظار، وتضم أشجار نخيل، حسب النوع (أزيزا،…)، على مسافات منتظمة قرب بعضها البعض على قطع أرض منفصلة، حيث تشغل عشرات من العمال الفلاحيين، معظمهم من النساء.
وفي تصريح للوكالة، قال يوسف عيسى، مالك ضيعة، إنه “بعد حوالي عشرين عاما من الاستثمار وتطوير صنف “أزيزا”، تمكنا من جني ثمار هذا الاستثمار ونجحنا في ترسيخ ثقافة الصمود، وذلك بفضل استراتيجية الجيل الأخضر”، مشيرا إلى أن الهدف هو تثمين هذه التمور بهدف تنمية سلسلة النخيل بإقليم فجيج.
وفي نفس السياق، يتم وضع صناديق وأكياس كبيرة مملوءة بالتمر، قادمة من الضيعة، في وحدة تثمين متواجدة بفجيج قبل أن تمر بمراحل وفق معايير صارمة جاري بها العمل. وتخضع هذه التمور للمراقبة بالعين المجردة على مستوى الإصابة، والحجم، والتخمر، قبل إخضاعها لعملية الفرز والتعبئة والتلفيف ثم التخزين في غرف التبريد.
وقال المدير الإقليمي للفلاحة بفجيج، صلاح السرغيني، في تصريح مماثل، إن “سلسلة التمور تشكل الركيزة الأساسية للمنظومة الواحية بمنطقة فجيج، حيث توفر رقم معاملات يفوق 300 مليون درهم، وأزيد من 88 ألف يوم عمل في السنة”، مشيرا إلى أن المساحة المغروسة بأشجار النخيل بواحات فجيج تبلغ حوالي 2597 هكتارا (473.360 نخلة)، منها 78 في المائة مثمرة.
وأضاف أن “الإنتاج المتوقع من التمور بواحات فجيج سيصل إلى 7300 طن للموسم الحالي (2022-2023)”، مشيرا إلى أن الهدف هو الوصول إلى 5931 هكتارا، و9540 طنا مع متم سنة 2023.
وفي إطار تنمية سلسلة النخيل، التي حظيت باهتمام كبير في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، تم خلال الفترة 2020-2023، تعزيز العرض المائي بإقليم فجيج، من خلال مشاريع الربط خاصة ربط حقينة سد الركيزة بقناة جر مياه سد السفيسيف الذي من شأنه أن يعزز استدامة هذه الواحات.
كما سيتم توزيع 422 ألفا من الفسائل من النوع الجيد وخاصة “أزيزا”، منها 50 ألف فسيلة سيتم توزيعها سنويا إلى حدود 2030، فضلا عن بناء خمس وحدات للتلفيف والتعبئة. كما يتعلق الأمر بإصلاح الخطارات والسواقي، وتجهيز آلاف الهكتارات بنظام الري الموضعي، فضلا عن منح إعانات في إطار صندوق التنمية الفلاحية.
ومن أجل عصرنة مسالك تسويق التمور، تقوم المديرية الجهوية للفلاحة باقتناء وتوزيع معدات تقنية ولوازم للتلفيف والتعبئة لفائدة التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، بالإضافة إلى العديد من أشكال الدعم التقني واللوجستيكي لمواكبة التعاونيات للمشاركة في المعارض المحلية والجهوية والوطنية والدولية من أجل الترويج لمنتجاتها.
يذكر أن سلسلة التمور تضم أصنافا يتم إنتاجها بكميات كبيرة، حيث يطغى عليها صنف “العصيان” بما يناهز 98.000 نخلة، و”بوفقوس” بـ 75.060 نخلة، و”بوفقوس غراس” بـ 18.500 نخلة، و”أزيزا بوزيد” بـ 26.000 نخلة.