انتهت قصة الطفل ريان بشكل مأساوي، لكن كيف أن نضمن أن قصته المفجعة لن تتكرر؟
شيع جثمان الصغير ريان إلى حيث الحفرة التي سيكون مصيرنا إليها جميعا، لكن دون أن نعرف من تسبب في سقوطه؟
في المغرب تصدر السلطات سنويا ما بين 30 و40 ألف رخصة لحفر الآبار، لكنها لاتكاد تحصي عدد الآبار التي يتم حفرها عشوائيا. أما شرطة المياه، فتقول إنها تحرر سنويا حوالي ألف مخالفة.
أعاد ريان إلى الواجهة الكثير من الأسئلة التي غفلنا عنها. كم عدد الضحايا الذي سقطوا في آبار عشوائية؟ وكم عدد الضحايا الذي سقطوا في آبار بحثا عن نقطة ماء تروي العطش. كذلك لا أحد يعرف.
أكد مدير البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء، عبد العزيز زروالي، أن وكالات الأحواض المائية ستقوم بجرد شامل للآبار العشوائية. ويقصد بذلك الآبار والنقط التي قد تشكل خطرا على السلامة العامة، بهدف اتخاذ إجراءات مواكبة. مع إمكانية المتابعة القضائية حتى لاتتكرر فاجعة “الطفل ريان”.
وعلى ضوء ذلك ستقوم السلطات بإنذار للمعنيين بالأمر داخل آجال معقولة لإغلاق هذه الآبار أوترميمها، لتفادي كل خطر يحدق بالعموم وبالحيوانات. وفي حال عدم الامتثال ستقوم وكالة الحوض المائي المعنية بعملية الردم على نفقة المخالف. مع إمكانية المتابعة القضائية.
في حالة اكتشاف انخراط شخص في حفر بئر غير مرخص تتم مصادرة آلات الحفر مع إغلاق الآبار وتوجه محاضر شرطة المياه إلى النيابة العامة.
أيضا هناك سؤال، كيف يتم منح هذه الرخص؟
بعد إجراء البحث العمومي تقوم لجنة خاصة تحت إشراف السلطة المحلية بدراسة التعرضات والبت فيها. بالموازاة مع ذلك يتم تحرير محضر يرفع إلى وكالة الحوض المائي بالقبول او الرفض. وعلى أساسه، يقوم مدير وكالة الحوض المعني، باستصدار قرار ترخيص الحفر والجلب ويحدد شروط الإنجاز ومدته وأيضا شروط السلامة التي يجب اتباعها.
تعمل الوزارة أيضا على تحضير النص التنظيمي المتعلق ب”رخصة الثاقب”. من شأن هذا الإجراء أن ينظم ويكمل الترسانة القانونية الحالية المتعلقة بالحفر ووضع حد للأشخاص المزاولين لهذه المهنة بشكل عشوائي. لكن هل هذه الإجراءات تكفي لنعرف من تسبب في سقوط ريان؟