تواصل الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ترسيخ مكانته كمنصة دولية تجمع بين الابتكار الزراعي، والتعاون متعدد الأطراف، والرهانات البيئية في زمن التغيرات المناخية المتسارعة
ويُنظم المعرض، ككل سنة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويضع في قلب اهتماماته لهذا العام موضوع تدبير الماء، باعتباره أحد أكبر التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، مع إبراز الدور الريادي للمغرب في تبني نماذج فلاحية مرنة ومستدامة.
ويستضيف المعرض في نسخة 2025، التي تكرم فرنسا كضيفة شرف، أزيد من 1500 عارض يمثلون 70 دولة، وسط تطلعات لاستقطاب مليون زائر، وحضور 45 وفدا رسميا من مختلف القارات.
جاء اختيار شعار الدورة: “الفلاحة والعالم القروي: الماء في صميم التنمية المستدامة” ليعكس الحاجة الملحة لتظافر الجهود وتكثيف التعاون من أجل مواجهة آثار الجفاف وتغير المناخ، خاصة بالعالم القروي، حيث يشكل الماء مصدر حياة وإنتاج في آن واحد.
كما يترجم هذا الشعار التزام المغرب المتواصل بجعل الماء ركيزة استراتيجية للتنمية القروية، وتعزيز الأمن الغذائي، وتمكين الفلاح الصغير من الأدوات اللازمة لمواجهة التحولات.
تقنيات ذكية.. وقطاعات متخصصة
المعرض يفتح فضاءه للنقاش وتبادل الرؤى بين مهنيي القطاع، والخبراء، والمؤسسات، حول سبل تطوير فلاحة ذكية ومبتكرة، مستندة إلى أحدث التقنيات، من ضمنها الري الذكي، إعادة استخدام المياه المعالجة، ومراقبة المحاصيل عبر طائرات “درون” حرارية ترصد بدقة أماكن الإجهاد المائي.
وتحافظ دورة هذه السنة على نفس الهيكلة التنظيمية السابقة، مقسمة إلى 12 قطبًا موضوعاتيًا، يغطي كل واحد منها جانبًا من جوانب المنظومة الفلاحية، من الإنتاج والتسويق، إلى البيئة والتكنولوجيات الحديثة.
ومن بين هذه الأقطاب: “جهات المملكة”، “الصناعات الغذائية”، “لوازم الإنتاج”، “الرقمنة في الفلاحة”، “تربية المواشي”، و”القطب الدولي” الذي يعكس إشعاع المعرض على الساحة العالمية.يشكل قطب “لوازم الإنتاج الفلاحي” أحد أبرز محطات المعرض، حيث تعرض أحدث الآليات والتجهيزات: جرارات ذاتية القيادة، أنظمة ري شمسية مناسبة للفلاحين الصغار، وطائرات مسيرة تقيس احتياجات التربة بالنظم الحرارية.
أما قطب “الصناعات الغذائية الفلاحية”، فسيبرز منتجات ذات قيمة مضافة، إلى جانب التركيز على التغليف الصديق للبيئة كجزء من الرؤية المستدامة للمعرض.
ولتعزيز تجربة الزوار، تم تجديد الفضاء وتوسيع المرافق، مع تحسين الإرشادات متعددة اللغات، واعتماد بيع التذاكر إلكترونيًا لتقليص مدة الانتظار وتقليل استعمال الورق.
فضاء المطاعم بدوره سيكون مخصصًا لاكتشاف نكهات مغربية محلية، تجمع بين الأصالة والتنوع، مما يجعل الزيارة أكثر من مجرد تجربة مهنية، بل فرصة لاكتشاف ثقافة غذائية غنية.
منذ انطلاقه قبل 17 عامًا، يواصل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ترسيخ نفسه كواحد من أبرز التظاهرات الفلاحية في القارة الإفريقية والعالم العربي، معززًا طموح المغرب في بناء فلاحة قادرة على التكيف، ومندمجة في محيطها الدولي