أشرفت جمعية أصدقاء القصيبة للتنمية والبيئة والسياحة أمس الأربعاء على تنظيم خرجة علمية لفائدة طلبة مسلك التميز في العمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عبر مسار يمر من مواقع تاريخية وإيكولوجية متنوعة انتهت بعقد لقاء تواصلي مع أمغار قبيلة أيت ويرة بالقصيبة.
وتندرج هذه الخرجة في إطار انفتاح الكلية على محيطها الاجتماعي والثقافي و على المجتمع المدني حيث كانت الخرجة فرصة للتعرف على مؤسسة اجتماعية تمارس عدة اختصاصات اجتماعية تتعلق بفض النزاعات المتعلقة بالكلأ والماء والحدود كما تمارس الصلح و تحافظ على التماسك الاجتماعي كما كانت فرصة للبحث عن صور وأشكال العمل الاجتماعي في عمل مؤسسة أمغار القبيلة.
وركزت أسئلة الطالبات و الطلبة على طبيعة مؤسسة أمغار القبيلة و مكوناتها و آليات تشكيلها كما ركزت على اختصاصات هذه المؤسسة و أدوارها و الأعراف المؤطرة لعملها.
وقد خلص الطلبة والطالبات إلى أن مهام مؤسسة أمغار القبيلة تتفق مع العديد من أهداف العمل الاجتماعي لكونهما تسعيان إلى فض النزاعات مكونات القبيلة وتحقيق العدالة وتحرير الناس و تمكينهم وإرساء أسس التماسك الاجتماعي وهي نفس أهداف العمل الاجتماعي حسب الإعلان العالمي للعمل الاجتماعي المعتمد في 2018، كما توصلوا إ لى أن ممارسة مؤسسة أمغار القبيلة لمهامها تخضع لمجموعة من المبادئ الأخلاقية كاحترام الكرامة المتأصلة في الناس و تعزيز حقوق الإنسان كالحق في الملكية والحق في الارتفاق و الحق في الإنصاف و الحق في المساواة وغيرها، كما تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التصدي للتمييز و التوزيع العادل للموارد والتصدي للممارسات غير العادلة والضارة فضلا عن ارتباطها بقيم النزاهة والمشاركة واحترام القيم المحلية و الأعراف.
بدوره أشاد أمغار قبيلة أيت ويرة بالطلبة والطالبات وأساتذتهم داعيا إياهم إلى البحث في الموضوع وإنجاز البحوث والدراسات وتوثيق عمل المؤسسة وتاريخ المنطقة الغني بأحداثه ووقائعه والتعريف بمؤسسة أمغار القبيلة لترصيد عملها والمحافظة عليها بالنظر إلى الأدوار الاجتماعية و الاقتصادية التي تلعبها في حل النزاعات وتحقيق التماسك الاجتماعي.
وأضاف أمغار القبيلة أن العمل الذي تقوم به المؤسسة يكمل أدوار الدولة ولا يحل محلها حيث يفصل في المسائل المتعلقة بماء السقي والرعي و الحدود لإطلاعهم الواسع عليها والإلمام بها ،كما يمارس الصلح بين الأطراف المتنازعة في مختلف القضايا ماعدا الخلافات الزوجية وقضايا الحق العام التي تبقى من اختصاص القضاء.
وأشار أمغار القبيلة إلى أن عمل مؤسسته تطوعي معربا عن تخوفه من عدم استمرار المؤسسة في المستقبل لتراجع العمل التطوعي في المجتمع .
وتشتغل جمعية أصدقاء القصيبة للتنمية والبيئة والسياحة في مجال التنمية السياحية لمنطقة القصيبة من خلال ثلاثة محاور أساسية تتعلق بحماية الموارد الطبيعية والحفاظ على التراث المادي وصيانته والاهتمام بالتراث غير المادي وتثمينه فضلا عن أدوار الترافع والتحسيس و التمكين.