شهدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الخميس، فصولا جديدة من محاكمة المتابعين في ما أصبح يعرف إعلاميا بملف إسكوبار الصحراء، الذي يُحاكم فيه عدد من الشخصيات البارزة، في مقدمتهم سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، إلى جانب متهمين آخرين يواجهون تهما ثقيلة مرتبطة بالاتجار الدولي في المخدرات وغسل الأموال.
الجلسة تميزت بحضور الفنانة لطيفة رأفت التي أدلت بشهادتها لأول مرة في هذا الملف الذي يتابعه الرأي العام عن قرب. وقالت لطيفة إنها تابعت أطوار الجلسة بتأثر بالغ، مشيرة إلى أنها التقت داخل القاعة بسعيد الناصري، وأضافت في تصريح مقتضب: “شفت سعيد الناصري، شير ليا وشيرت ليه“.
الفنانة شددت على الجانب الإنساني في شهادتها، مؤكدة أن السجن “لا يتمناه أحد لأي شخص”، وأضافت: “أتمنى الخير للجميع“. كما أوضحت أن ما قدمته أمام المحكمة لا يمثل سوى “جزءا من الوقائع”، وأن الصورة الكاملة ستتضح أكثر في الجلسات المقبلة، مؤكدة أن زواجها من البارون المالي كان “قدرًا ونصيبا”.
في المقابل، عرفت الجلسة غياب عبد النبي بعيوي بسبب خضوعه لعملية جراحية، وهو ما دفع هيئة المحكمة إلى تأجيل النظر في الملف إلى الثاني من أكتوبر المقبل. كما سجلت المحكمة صعوبة في تبليغ عدد من الشهود الآخرين، ما حال دون حضورهم للإدلاء بأقوالهم.
القضية التي تعرف إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء” تواصل إثارة الكثير من النقاش، بالنظر إلى حجم الأسماء السياسية والرياضية والاقتصادية المرتبطة بها. فوجود شخصيات وازنة مثل سعيد الناصري، الذي ظل لسنوات من أبرز الوجوه الرياضية في المغرب، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، أعطى للقضية بعدًا يتجاوز الجانب القضائي الصرف، ليصبح شأنًا عامًا يتابعه الشارع المغربي ووسائل الإعلام عن قرب.
ويرى متتبعون أن الملف مرشح لمزيد من المفاجآت مع اقتراب الاستماع إلى بقية الشهود والمتهمين، في ظل ترقب كبير لما ستكشفه الجلسات القادمة من تفاصيل حول خيوط شبكة الاتجار الدولي في المخدرات وأبعادها الاقتصادية والسياسية.
وبين حضور الفنانة لطيفة بحديثها الإنساني، وغياب بعيوي لأسباب صحية، وتأجيل الجلسة إلى أكتوبر المقبل، يظل ملف “إيسكوبار الصحراء” من القضايا البارزة التي ستظل تسلط الضوء على العلاقة الملتبسة بين المال والسياسة والرياضة في المغرب، بانتظار ما ستكشفه قاعات المحاكم من حقائق جديدة.