عندما يذكر اسم العيناوي، تقفز إلى الأذهان مباشرة إنجازات نجم التنس المغربي يونس الذي صنع إلى جانب كريم العلمي وهشام أرازي جيلا ذهبيا في أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة. اليوم، يحمل نجله نائل العيناوي المشعل لكن من بوابة كرة القدم، بعد أن خطف الأنظار سريعًا بأدائه مع المنتخب المغربي في تصفيات مونديال 2026.
شخصية قوية
ابن الـ24 عاما، القادم من تجربة ناجحة في فرنسا مع نادي لنس قبل انتقاله إلى روما الإيطالي، فرض نفسه في أول مباراتين بقميص “أسود الأطلس” أمام النيجر وزامبيا. المدرب وليد الركراكي منحه الثقة كأساسي، فلم يتأخر نائل في إثبات موهبته وقدرته على شغل مركز الوسط بجدارة، في وقت ظل البحث قائمًا عن بديل مثالي لسليم أملاح.
الركراكي أشاد بلاعبه الجديد قائلا: “لم يكن من السهل أن يظهر بهذا المستوى في أول مباراة دولية، لكنه أبان عن شخصية قوية. أسلوبه مختلف ويمنحنا التوازن.”
قصة التحاق نائل بالمنتخب لم تكن سهلة، إذ سبق أن ارتبط اسمه بفرنسا، وتأخر في حسم قراره. لكن لقاءً جمعه بالركراكي ووالده في باريس قبل أشهر كان حاسمًا، حيث أعلن استعداده للدفاع عن قميص المغرب. ويقول اللاعب: “فخر كبير أن أمثل المنتخب الوطني. الاستقبال كان رائعًا من اللاعبين والجهاز الفني، ووالدي فخور جدًا بقراري.”
إنييستا..ملهمه الأول
نائل الذي عاش طفولته في برشلونة عام 2008 خلال حقبة تشافي وإنييستا وميسي، ظل يحلم بالانضمام إلى أكاديمية “لا ماسيا”. ورغم أن الظروف دفعته لاحقا إلى اللعب مع نانسي ثم لنس، فإنه يؤكد: “إنييستا هو ملهمي الأول. أحاول أن أكون مبدعًا في مركزي كما كان هو.”
مسيرة والده يونس، المتوج بخمسة ألقاب في 16 نهائي وصاحب المركز الرابع عشر عالميا عام 2003، تبقى حاضرة في ذهنه. يقول نائل: “أنا فخور بأن والدي أحد نجوم التنس العالميين. لقد حببنا الرياضة ولم يفرض علينا أي لعبة. اختياري لكرة القدم كان بدعمه وتشجيعه.”
اليوم، يبدو أن الكرة المغربية كسبت موهبة جديدة في خط الوسط، قادرة على تقديم إضافة نوعية إلى منتخب يسعى لمواصلة كتابة تاريخه الكبير بعد إنجاز قطر 2022 والتأهب لبطولة إفريقيا على أرضه، ثم تصفيات المونديال المقبل.