بعد الرحيل المفجع لعبد اللطيف هلال، فقد المسرح المغربي أحد أعمدته عبد القادر البدوي.
فارق البدوي الحياة بالمستشفى العسكري بالرباط، التي كان ولج إليها بعد تدهور صحته، حيث ينتظر أن يتم موارة جثمانه بمسقط رأسه بطنجة.
ويعد الراحل (1934-2022)، أحد رواد المسرح المغربي. عمل على تجديده وإغنائه على مدار 50 سنة من العمل الفني عبر مئات الأعمال التلفزيونية والمسرحية في إطار فرقة مسرح البدوي. وذلك إلى جانب شقيقه عبد الرزاق البدوي.
وبدأ الشقيقان العمل سنة 1965، قبل أن يختارا الانفصال سنة 1997.
وعبد القادر البدوي هو أيضا رب عائلة فنية تضم نخبة من الأسماء تساهم في المسرح والسينما والتلفزيون. كالفنانة كريمة والفنانة حسناء، التي تألقت في الدراما المصرية والمخرج محسن البدوي.
ولد عبد القادر في مدينة طنجة بحي المصلى، وسط أسرة بسيطة حيث كان والده عاملا في إحدى الشركات، التي نقلت نشاطها إلى الدارالبيضاء. مما دفع الأسرة إلى الهجرة نحو العاصمة الاقتصادية لتستقر في حي الأحباس الذي كان في طور النشأة. التحق عبد القادر بمدرسة النجاح في هذا الحي الذي كان يفصل بين حي الأوربيين وحي البسطاء في درب السلطان. لكنه اضطر لمغادرة المدرسة بعد أن توقف والده عن العمل ليقرر الاشتغال مبكرا في مصنع التبغ بدرب مارتيني الذي لا يبعد عن مقر سكناه، وعمره حينها 15 سنة. في فترة كان يستعد فيها للتوجه إلى القرويين. وبحكم عمله في شركة التبغ، انضم لفريق «ريجي طابا» كلاعب وسط الميدان، كما لعب لفريق «الراك».
يد الشر
قدم سنة 1960 مسرحية يد الشر، التي كانت مزيجا بين كل المسرحيات التي قدمها قبل هذه الفترة. كالعامل المطرود وكفاح العمال والمظلومون وغيرها، والتي كانت جميعها عبارة عن أفكار محدودة. فقرر أن يجعل منها مسرحية ذات أبعاد قوية، حيث اختار أن يتحول شخص من الطبقة العاملة إلى وزير، وينقلب على رفاق الأمس، فأصبح يد الشر التي تضرب حقوق ومصالح الطبقة العاملة. ليكتشف مع تسلسل الأحداث أنه كان مجرد وصولي وانتهازي.
تابع الطيب الصديقي هذه المسرحية، لكنه قرر أن يستقطب إليه أهم الممثلين الذين شاركوا في هذه المسرحية. وهم نعيمة المشرقي والشعيبية العدراوي، ومحمد الخلفي ومحمد الحبشي ومحمد ناجي ومصطفى الشتيوي. مما اضطر البدوي لوقف المسرحية.
البدوي وعبد السلام ياسين
من الشخصيات الشهيرة التي ساعدت البدوي في مساره الفني، الراحل عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل والإحسان. كان وقتها مندوبا للتربية الوطنية بالدار البيضاء.
آنذاك كان الراحل عبد السلام ياسين دائم التردد على مسرح البدوي لمتابعة أعماله. ولذلك قرر أن يسمح للفرقة ببيع التذاكر في المؤسسات التعليمية وتقديم عروض للتلاميذ والطلبة.
تزوج عبد القادر بسعاد هناوي، التي التحقت بالفرقة المسرحية العهد الجديد، التي يرأسها عبد القادر البدوي، وهي شابة، فخضعت لاختبار تطبيقي أمام أنظار لجنة. وانخرطت في العمل الفني حيث تألقت في مسرحية دار الكرم. قبل أن تتفرغ إلى شؤون البيت بعد أن أصبحت زوجة لعبد القادر.