سحب عبد الكريم بنعتيق، القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قرار ترشحه لمنصب الكاتب الأول للحزب. وكذلك فعل محمد بوبكري.
وقرر القياديان بحزب الاتحاد الاشتراكي سحب ترشيحهما من سباق الكتابة الأولى. وذلك بعد رفض المحكمة الابتدائية بالرباط، طلبه تأجيل عقد المؤتمر الحادي عشر للحزب.
وأعرب بوبكري قرار المحكمة. وأكد “أن التحضير للمؤتمر شابته أشكال عديدة من التزوير وتحريف القوانين الحزبية، ضدا على إرادة قانون الأحزاب في البلاد”، إضافة إلى “وضع الزعامة قوانين على المقاس للتحكم المسبق في مخرجات المؤتمر الحادي عشر”.
وأعرب بنعتيق عن تفاجئه، بقرار المحكمة “رفض طلب تعليق أشغال المؤتمر”. وقال في هذا الصدد بعد مدة طويلة من المرافعات والدفوعات القانونية، والتي تميزت بالعمق. وبعد تمديد في التأمل، ورغم جدية المذكرات المقدمة. والمتعلقة أساسا ببعض القواعد المسطرية المنصوص عليها في المواد من 213 إلى219 من النظام الداخلي. بالإضافة إلى المواد 221 و223 و225، والتي اعتبرنا المساس بها هو مساس بجوهر مبدأ تكافئ الفرص، فيما يخص الترشح للكتابة الأولى”.
الحزب أكبر من المؤتمر
وأضاف: “نحن اليوم أمام مرحلة فاصلة. بين من يريد ممارسة حزبية موسمية تجعل من الاستحقاقات الانتخابية هدفا مركزيا للحصول على بعض الامتيازات، على حساب تأطير مجتمعي حقيقي قادر على إعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل”. وتابع “ولأن تاريخ الاتحاد الاشتراكي هو أكبر من مؤتمر. وحتى يتحمل الجميع مسؤولياته فإنني أعلن لكل الاتحاديات والاتحاديين عن سحب ترشيحي للكتابة الأولى. وأوجه نداء لكل الغيورين على هذا الحزب، لفتح نقاش جدي وعميق قادر على صياغة أجوبة تتفاعل مع تحديات المستقبل”.
التاريخ يعيد نفسه
وتابع قائلا ” لقد تعمدت الابتعاد مؤخرا عن الإدلاء بالحديث إلى وسائل الإعلام، حتى لا يكون هناك أي تأثير على القضاء”. وزاد”أحيي القيادية رشيدة أيت حمي، المناضلة السياسية والحقوقية التي تحملت عبء الذهاب إلى القضاء. في مواجهة عملية الهدم التي تعرضت لها المنظومة القانونية لحزبنا. دون أدنى احترام لتقاليد التعايش الأخوي التي ميزت الاتحاد الاشتراكي حتى في اللحظات الصعبة”.
وأكد “عودنا مناضلو الاتحاد الاشتراكي عبر التاريخ، وأثناء تدبير الأزمات، على استعمال لغة راقية تؤطر النقاش، بعيدا عن أسلوب القذف والشتم. فعندما غادرنا حزب الاستقلال سنة 1959، حافظنا على علاقات أخوية مع رفاق الأمس، وعندما اختلفنا مع المرحوم عبد الله إبراهيم وأطلقنا مشروعا سياسيا آخر في المؤتمر الاستثنائي، سنة 1975، حافظنا كذلك على علاقات احترام وتقدير مع إخوان الأمس، وعندما أسسنا، سنة 1978، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ظلت تجمعنا علاقات نضالية مع الرفاق في الاتحاد المغربي للشغل”.
وبخصوص المؤتمر11 للحزب قال بنعتيق “اليوم نحن مختلفون حول طريقة تحضير المؤتمر11 الذي نريده مؤتمرا لكل الاتحاديات والاتحاديين، بعيدا عن السلوكات التي قد تسيء لهذه اللحظة”. لذلك “أكدنا منذ البداية، على أننا نسعى إلى الانخراط في هذه المحطة برغبة قوية، على أن تكون مناسبة للنقاش الهادئ والأخوي ومنافسة شريفة، بعيدا عن أي غش أو تزوير، حفاظا على سمعة حزبنا التي تعرضت لبعض الخدش خلال المؤتمرات الأخيرة، نتيجة عدم احترام شفافية الاستحقاق الحزبي الداخلي”.