أوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، اليوم الأحد الناشطة الحقوقية المغربية ابتسام لشكر، على خلفية نشرها صورة وهي ترتدي قميصً يحمل عبارة مسيئة للذات الإلهية، ما أثار غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي ومطالب بمتابعتها قضائيا.
ابتسام لشكر، البالغة من العمر 50 عاما، تعرف أيضا باسم “Betty Lachgar”، وهي مؤسسة حركة “مالي” – الحركة البديلة للدفاع عن الحريات الفردية التي برزت سنة 2009 بتنظيم “غداء علني” احتجاجا على تجريم الإفطار في رمضان.
درست لشكر علم النفس السريري وعلوم الجريمة في باريس، وهي ناشطة معروفة بمواقفها المثيرة للجدل ودعواتها إلى فصل الدين عن الدولة، وإلغاء القوانين المجرّمة للعلاقات الرضائية، وإقرار المساواة الكاملة في الإرث.
على مدى سنوات، أثارت لشكر انتقادات حادة من أطياف واسعة في المجتمع بسبب تصريحاتها التي وصفت الدين الإسلامي بأنه “ذكوري” و”مسيء للمرأة”، وإعلانها الصريح الإلحاد. لكن صورة القميص الأخير اعتُبرت من قبل كثيرين تجاوزًا صارخًا لحدود حرية التعبير، واستفزازًا مباشرًا لمشاعر ملايين المسلمين.
ويجرم القانون الجنائي المغربي الإساءة للمقدسات الدينية، وهو ما استندت إليه المطالبات بمتابعتها، خصوصا في ضوء موجة الغضب التي اجتاحت المنصات الرقمية. وقد باشرت السلطات أبحاثا تمهيدية تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد السياق والملابسات الكاملة للقضية.
توقيف لشكر يعيد إلى الواجهة النقاش الحاد في المغرب حول حدود حرية التعبير، وحماية المقدسات، والتوازن بين القيم الدينية والحقوق الفردية، وهو جدل يبدو أنه سيتواصل خلال الأسابيع المقبلة مع تطورات هذا الملف أمام القضاء.
