بلانيت |

طواف الوداع..تجربة روحية “لا تنسى”

طواف الوداع

طواف الوداع..تجربة روحية “لا تنسى”

يمثل طواف الوداع حول الكعبة المشرفة آخر محطة في مناسك الحج بها يختتم ضيوف الرحمان الركن الخامس لدينهم، وبها يتوجون تجربة روحية حافلة بالدلالات وبلحظات إيمانية لا تنسى.

 

 

بعد أداء مختلف مناسك الحج مع ما يتخللها من ذكر وشكر وعبادة، يجد حجاج بيت الله من الآفاقيين أو المواطنين غير المقيمين بمكة المكرمة أنفسهم أمام محطة طواف الوداع الذي أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن لا يغادروا مكة المكرمة حتى يكون هذا الطواف آخر عهد لهم بالبيت الحرام.

وبهذا المعنى، يعتبر طواف الوداع، وهو سبعة أشواط يطوفها في نهاية مناسك الحج، لحظة فارقة في حياة الحاج تمتزج فيها مشاعر الفرح بإتمام هذه الشعيرة الدينية الكبرى بمشاعر الحزن لمغادرة الديار المقدسة والقبلة التي يولي لها المسلمون عبر العالم وجوههم عند كل صلاة.

وهذا بالضبط ما استحضره الحاج الباكستاني تبسم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالقول “أثناء طواف الوداع شعرت بمزيج من المشاعر بما في ذلك السعادة بفرصة أداء الحج وزيارة الأماكن المقدسة، وفي الوقت نفسه شعرت بالحزن لمغادرة هذه البقعة المقدسة والابتعاد عن بيت الله الحرام”.

ويضيف هذا الرجل الستيني الذي سبق وأدى مناسك العمرة في أعوام سابقة “كان هذا الطواف لحظة للتأمل في هذه الرحلة الروحية. آمل وأدعو الله تعالى أن يمنحني فرصة أخرى للعودة إلى هنا في المستقبل”.

وعن الأثر الذي خلفته هذه المحطة في نفسه، يقول تبسم “شعرت بتحقيق نوع من الإنجاز، وبالسلام والانتعاش الروحي. إنها تجربة حبلى بالمشاعر والسمو الروحي لا يمكن وصفها بالكلمات”.

هذا الفرح بإتمام شعيرة الحج عبر عنه الشاب التونسي حمزة ذو ال33 ربيعا وهو يتحدث في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن “فرصة مثالية” أتيحت له لأداء مناسك الحج في عز الشباب، بعدما حل في الديار المقدسة في إطار مهمة عمل.

وبتأثر باد على محياه، يضيف حمزة معلقا على اللحظة التي أنهى فيها الشوط السابع من طواف الوداع حول الكعبة المشرفة بأن أمنيتين اثنين خالجتاه في تلك اللحظة “أن أرسل والدي ووالدتي إلى الحج، وأن أعود إلى هذا المقام في أقرب وقت”.

على أن الباكستاني تبسم والتونسي حمزة ليسا سوي نموذجين لمئات الآلاف من الآفاقيين المعنيين بأداء طواف الوداع في ختام مناسك الحج، والذين بلغ عددهم بحسب أرقام للهيئة العامة للإحصاء بالسعودية مليونا و611 ألفا و310 حاجا وحاجة، ينضاف إليهم المواطنون السعوديون والأجانب المقيمون بها البلد خارج مكة المكرمة.

ومن الصور البليغة التي تعكس شعور ضيوف الرحمان عند الانتهاء من هذا الطواف، ما تضمنه مقطع فيديو يعود للسنة الماضية صوره شاب سعودي تمت إعادة تداوله على نطاق واسع جدا في مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات تلفزية دولية، يوثق لحاج من ليبيا يجهش بالبكاء فرحا بإتمام شعيرة الجح، وحزنا على مغادرة الديار المقدسة التي يأمل في الرجوع إليها رفقة أمه في موسم مقبل، قبل أن يجيبه الشاب السعودي بالقول “ستعود، إن الله يحب أمثالك”.

وتفاعلا مع هذا المقطع، علق أحدهم بالقول “عشت تجربة الحج في السنة الماضية. كانت تجربة رائعة ستبقى محفورة في الذاكرة”، فيما كتبت سيدة بالقول “كلنا بكينا ونحن نودع مكة”.

هذا المزيد من الفرح والحزن عند وداع الحرم المكي شكل محور حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء مع حجاج من جنسيات مختلفة كانوا على متن حافلة تقودهم من مكة المكرمة إلى مدينة جدة بعدما أنهوا طواف الوداع، وهم يتحدثون عن “تجربة روحية لا تنسى”.

كانت حافلة الحجاج تبتعد عن الحرم المكي وأضواء برج الساعة الواقع في جواره تختفي شيئا فشيئا خلف الجبال المحيطة بالمدينة المقدسة حين انبعث صوت أنشودة حزينة من هاتف أحد الحجاج الراكبين فيها يقول مطلعها “بالله كيف نطيق توديع الحرم؟…”.

النشرة الاخبارية

اشترك الان في النشرة البريدية، لتصلك اخر الاخبار يوميا

الاكثر قراءة

فيديو

تابعنا على :