أسر عرض “سحر اللغة الإيطالية” (La Magia della Lingua Italiana)، الجمهور الذي حضر أمس الثلاثاء إلى المركز الثقافي محمد المنوني بمكناس.
ويتعلق الأمر بعرض فريد قدمه الفنان العالمي الشهير، الدكتور دانيلو أودييلو، المعروف أيضًا باسم “ألكسيس آرتس”، بشراكة مع المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، احتفالا باللغة والثقافة الإيطاليتين من خلال مزج ممتع بين السحر والعلوم واللغة الإيطالية.
وأوضحت السيدة كارميلا كاليا، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، والذي نظم، إلى غاية 24 أكتوبر، الدورة الـ23 لأسبوع اللغة الإيطالية، وضِمْنَه عرضُ الدكتور دانيلو، أن اختيار مدينة مكناس لاستضافة هذا العرض، يأتي في إطار الرغبة في تعزيز العلاقات الثقافية بين إيطاليا والمغرب. “لقد سعدنا بتقديم هذا العرض في مدينةمكناس، المدينة التي تجمعها علاقات تعاون وتقارب مستمر مع إيطاليا على عدة مستويات، لا سيما في مجالات مثل السياحة، الفلاحة، الحكامة الترابية، البيئة، التخطيط الحضري والاقتصاد الرقمي”.
السيدة كارميلا كاليا، أكدت أيضًا أن “اختيار تنظيم عرض ‘سحر اللغة الإيطالية’ (La Magia della Lingua Italiana)، يتناغم مع رؤية سعادة سفير إيطاليا بالمغرب، السيد أرماندو باروكو، الذي استكشف، خلال زيارة قام بها سنة 2021، إلى كل من فاس وكناس، فرص التعاون الرامية إلى تعزيز العلاقات الثقافية والأكاديمية والاقتصادية مع المغرب”.
من جانبه أعرب الدكتور دانيلو أودييلو، الفنان صاحب الرؤية وراء هذا العرض الاستثنائي، عن دهشته من العدد الكبير من المتفرجين المغاربة الذين حضروا عرضه في كل من الرباط ومكناس، قائلا: “لقد فوجئت كثيرا بعدد المتفرجين المغاربة الذين جاؤوا لاكتشاف العرض. لقد اكتشفت من خلال هذه التجربة أن هناك اهتماما متزايدا وحماسا ملحوظا تجاه اللغة والثقافة الإيطاليتين في المغرب. أنا على قناعة اليوم بوجود روابط كثيرة بين بلدينا، ونحن قادرون على تعزيزها وتوطيدها في المستقبل”.
وأكد الدكتور دانيلو أيضا أن هذا رؤيته الفنية المقدمة خلال العرض، جاءت تكريماً للإرث الأدبي لإيتالو كالفينو، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده. واستخدم الدكتور دانيلو في عرضه، السحر كمَجَاز واستعارة على القوة التحويلية للكلمات والقصص التي نشاركها. وخلال أدائه انصهر وتشابك فن الحكي مع الموسيقى والعلوم، من أجل تسليط الضوء على قدرة اللغة على تشكيل فهمنا للتقدم التقني والعلمي، وخاصة فيما يتعلق بإدراكنا للبيئة. من خلال هذه التجربة الحية، تمت دعوة الجمهور إلى التفكير بشكل إبداعي في كيفية مواجهة التحديات الحالية، في عالم يتشابك فيه الجمال بالفن والعلوم لتشكيل واقعنا.
كان “سحر اللغة الإيطالية” عرضًا آسرًا مجزئا إلى ستة أقسام مثيرة، يستكشف كل واحد منها جوانب مختلفة من اللغة الإيطالية وعلاقتها بالثقافة والعلوم والتكنولوجيا. سلط أحد الأقسام الضوء على الاختراعات الإيطالية التي أحدثت ثورة في الاتصالات، من القلم إلى تنسيق mp3، مما أدى إلى تغيير الطريقة التي نتشارك بها المعلومات اليوم.
واستكشفت الأقسام الأخرى التعابير اللغوية غير اللفظية، مثل الإيماءات والصور والموسيقى والكلمات، وكيف أنها تسد الفجوات في فهمنا للواقع. وقدم الدكتور دانيلو أمثلة رائعة على ذلك، مثل لغة التعابير الجسدية الإيطالية ودورها في تأطير السلوكيات الجيدة (الإتيكيت)، كما تم استكشف الجمهور من خلال العرض العلائق بين الكلمات والموسيقى، بالإضافة إلى الموسيقى الكامنة والمتأصلة في اللغة. تم أيضا تناول تاريخ الحركة “المستقبلية” الإيطالية، ومساهماتها في التطورات العلمية خلال القرن العشرين. ومن خلال تسليط الضوء على الرؤية المستقبلية للابتكار، أوضح دانيلو أودييلو كيف أثرت هذه التطورات على اللغة الإيطالية وتطورها، مما عزز أهمية الحوار بين العلوم والأدب والبيئة من أجل مستقبل متناغم. وانتهى العرض بطريقة مذهلة، تثير دهشة الجمهور، اعتمدت المؤثرات البصرية والصوتية.
وهكذا مزجت النسخة الثالثة والعشرون من أسبوع اللغة الإيطالية، بين السحر وجمالية اللغة، بفضل العرض الاستثنائي للدكتور دانيلو أودييلو في كل من الرباط ومكناس، والذي استطاع تكوين جسر جديد بين الثقافتين الإيطالية والمغربية، وعزز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل. هذا الأسبوع الحافل تميز أيضا بتقديم الترجمة الإيطالية للديوان الشعري “فكرة النهر” (L’Idea del fiume) للشاعر حسن نجمي، والتي دَمَجَت ببراعة بين الثقافتين الإيطالية والمغربية.