تقع صناعة السروج ضمن دائرة اهتمام زوار معرض الفرس بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، المنظم في الفترة الممتدة من 17 إلى 22 أكتوبر الجاري.
صناعة محلية
وتنقسم السروج إلى سروج خاصة بفن “التبوريدة” وسروج القفز على الحواجز وسروج السباقات، وتدخل ضمنها أيضا أنواع أخرى مخصصة لجياد خيالة، القوات المسلحة الملكية ،والأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والحرس الملكي.
وتختلف صناعة السروج، التي تعتبر من الصناعات التقليدية القديمة بالمغرب، حسب نوع الاستعمالات.. وفي هذا الصدد، أكد محمد زروق صانع تقليدي من فاس متخصص في صناعة سروج القفز على الحواجز، أن العديد من المواد المستعملة في هذه السروج تصنع محليا، ما عدا بعض الأجزاء المصنوعة من الحديد والألمنيوم كاللجام أو ” الفاس” التي تستورد من الخارج.
وأضاف أنه يعتمد في تصنيع السروج على الجلد المنتج محليا، إذ يبدأ باقتناء المواد الأولية ويحرص على تحضيرها، لافتا إلى أنه متخصص في صناعة السروج الموجهة للقفز على الحواجز، علاوة على أشياء أخرى منها الأحذية الجلدية وبعض الألبسة الخاصة بالفارس.
وفي تصريح مماثل لهشام السقاط، وهو صانع حرفي متخصص في صناعة سروج “التبوريدة”، أكد أنه ورث هذه المهنة عن والده، مضيفا أنه يستعمل عدة مواد لصنع السروج منها الخشب والجلد والصقلي والخيط.
17 حرفة لصناعة السرج
وأضاف أن السرج يتكون من 42 قطعة، مشيرا إلى أن 17 مهنة تتوحد من أجل توفير مختلف المواد التي تدخل في صناعة السروج.
وذكر الصانع ذاته، البعض منها من أهمها “الترشيح ” الذي يشمل عدة قطع من اللبدة لامتصاص العرق وحماية الفرس من الجروح، و”الزيف والعظم” المصنوع من الخشب، ثم “الحزام” و “السبتة” و”الصراع” و”الغبارة” و”القلادة” و”الدير” وغيرها من الأجزاء الأخرى.
وتحدث السقاط عن مختلف الصناعات التي تدخل في صنع السروج، منها النجار، مول العظم، والحداد مول الركاب، ومول اللبدة والمجادل والسفيفية ديال المرمة.
وتابع أن صنع سرج واحد يتطلب وقت طويلا، خاصة إذا كان السرج من النوع الممتاز، حيث يبدأ سعره من 3000 درهم، ويرتفع كلما كانت المواد التي تدخل في صنعه ذات جودة عالية.
تجدر الإشارة إلى أن عدة مواد تدخل في صناعة السروج المغربية العريقة، والتي يحرص عليها محترفو “التبوريدة”، منها ثوب “الزردخان” المصنوع من الكمخة ومعروف لدى المغاربة ب”البروكار” وهو الثوب الذي يصنع بالنسيج عبر “المرمة” أي باليد وليس بالآلة.
ويعد معرض الفرس للجديدة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حدثا هاما وأساسيا للنهوض بالفروسية، كما يقدم هذه السنة برنامجا منتقى سيرضى الجمهور العام والمهنيين على السواء.
وتضمن برنامج هذه التظاهرة، المنعقدة تحت شعار “الفرس والتنمية المستدامة”، منافسات متنوعة في مجال الفروسية، كما أبرز المستوى الرفيع للفرسان والخيول من المغرب وخارجه.