يشهده إقليم الحسيمة غدا الخميس تنافسا كبيرا بمناسبة إجراء الانتخابات الجزئية بالدائرة الانتخابية للحسيمة.
وكانت المحكمة الدستورية قررت في 18 ماي 2022 إلغاء المقاعد الانتخابية الأربعة التي سبق أن فاز بها كل من نور الدين مضيان (حزب الاستقلال)، وبوطاهر البوطاهري (التجمع الوطني للأحرار)، ومحمد الحموتي (الأصالة والمعاصرة)، ومحمد الاعرج (الحركة الشعبية)، برسم الانتخابية التشريعية التي جرت في 8 شتنبر الماضي، وذلك عقب الطعن الذي تقدم به مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي عبد الحق أمغار.
وقررت سبعة أحزاب سياسية وازنة هي الاستقلال، والتجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والأصالة والمعاصرة، والعدالة والتنمية، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، ودخول غمار التنافس بقوة في هذا الاستحقاق الانتخابي بترشيح وجوه سياسية بارزة لها باع طويل في العمل السياسي والحزبي، وتحظى باحترام وتقدير كبيرين داخل هيئاتها السياسية، بل يعتبر بعضها من قيادات الصف الأول داخل هيئاتها الحزبية.
وتراهن ساكنة إقليم الحسيمة بشدة على هذا الاستحقاق الانتخابي في إفراز مرشحين ونخب سياسية قادرة على الدفاع عن مصالح وتطلعات الساكنة داخل قبل البرلمان وفي مختلف المحافل، وتتحلى بملكة الإنصات وتروم نهج سياسة القرب من الساكنة بمختلف شرائحها.
وإن كانت الحملة الانتخابية قد انطلقت في الساعات الأولى من 8 يوليوز على إيقاع هادئ نسبيا دون صخب يذكر، فقد ارتفعت حدتها في الأيام الأخيرة حيث كثف المرشحون للاستحقاق من جولاتهم الميدانية بمختلف المدن والمداشر والقرى التابعة لإقليم الحسيمة، في مسعى لإقناع الساكنة ببرامجهم الانتخابية والمشاريع التي ينوون الاشتغال عليها خدمة للساكنة.
واستعان بعض المرشحين لهذا الموعد الانتخابي بوسائل التواصل الاجتماعي (فايسبوك ويوتيوب) وتطبيقات التراسل الفوري (وتساب)، وتقنية البث المباشر التي تتيحها بعض هذه الوسائط لبسط برامجهم وتصوراتهم الانتخابية، لإقناع الناخبين شيبة وشبابا ببرنامجهم الانتخابي، والتفاعل مع تساؤلاتهم وانتظاراتهم.
بدورها، حضرت الملصقات والمناشير الانتخابية بقوة طيلة فترة الحملة الانتخابية وحتى الآن، حيث ضمنتها مختلف الهيئات السياسية برامجها ووعودها للساكنة، وأبرزت فيها المسار السياسي والنضالي للمرشحين، والخبرة التي اكتسبوها والتي ينوون وضعها في خدمة ساكنة الإقليم.
والأكيد أن هذه الانتخابات ستشكل محطة فارقة ومفصلية في تاريخ الإقليم، وسيعبر خلالها الناخبون عن قناعاتهم بخصوص النخب السياسية القادرة على مواكبة تطلعاتها وانتظاراتها وإحداث التغيير المنشود.
ويتوجه غدا الخميس بإقليم الحسيمة 230 ألفا و 12 ناخبا وناخبة إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحيهم برسم الانتخابات الجزئية، المسجلون في اللوائح الانتخابية وفق آخر مراجعة سنوية لسنة 2022.
وعبأت السلطات المحلية للإقليم ما مجموعه 608 مكتب تصويت موزعة على مختلف الجماعات الترابية التابعة لإقليم الحسيمة، و54 مكتبا مركزيا.
وستفتح مكاتب التصويت أبوابها على الساعة الثامنة صباحا، على أن تغلق في السابعة مساء.