خصصت الأمسية الثانية للمهرجان الدولي لملحونيات أزمور لباقة من فن السماع والمديح، وذلك إسهاما في تعزيز التأثير الثقافي والروحي لأزمور وإبراز القيمة التي تزخر بها هذه الموسيقى العريقة المتوارثة بين الأجيال.
وهكذا تعاقبت مساء أمس الجمعة على الخشبة بساحة ابرهام مول نيس بمدينة آزمور مجموعة من الفرق الفنية المحلية والوطنية التي أبدعت في أدائها لباقة من الأغاني المختارة في فن المديح والسماع مدخلين البهجة على المدينة وعشاق هذا اللون الموسيقي وهواة الفن الأصيل والراقي.
وبالمناسبة برع الفنان الحاج محمد فتحي في وصلاته الغنائية بصوته الراقي المثير للإعجاب، حيث رافقه في ذلك عدد من المواهب الشابة المشاركة في هذا المهرجان.
ويتعلق الأمر بشيماء الرداف ونصر الدين بدري من أزمور، الذين أبهروا الجمهور بأدائهم المتميز، وهو ما يؤكد أن فن المديح والسماع ما يزال راسخا في تراث منطقة أزمور، وأن مستقبل هذا الكنز الفني قد تركه الأجداد بأيادي أمينة.
كما قدمت فرقة الأصالة المغربية لفن المديح والسماع تحت قيادة المغني والمقرئ المغربي محسن نورش أمسية فخمة، حيث شنف بأدائه الصوتي البديع أسماع الجمهور الذي حج بكثرة لهذه التظاهرة، وذلك تحت أنظار فرقة تارانيم الموريتانية ضيفة شرف هذه الدورة في نسختها العاشرة.
وعلى هامش فعاليات هذه الأمسية أشار المايسترو محسن نورش إلى أن فرقة الأصالة المؤلفة من 34 من أبرز الفنانين في المملكة لها الفضل في إنتاج عدد من الألبومات، والمشاركات على المستويين الوطني والدولي.
ولم يكن من الممكن التفوق على الفولكلور، لأن فرقة الزاوية الحمدوشية لأزمور التي يديرها حسن فرحات والمشهورة بموسيقى الجذبة، قدمت روائع للجمهور في قالب تقليدي عريق يعود تاريخه إلى نهاية القرن ال17 . وفضلا عن ذلك فقد شكل تكريم المنشد محمد عطوي الملقب بالعسكرى (مراكش) اللحظة البارزة ضمن فقرات برنامج هذه الأمسية الفنية الثانية.
إنه من الرواد الذين ساهموا في إثراء هذا الشكل من التعبير الموسيقي بأدائه الذي لا مثيل له، حيث صدرت له أكثر من عشرين أغنية.
وبالمناسبة صرحت المدرسة المتقاعدة تورية العريسي أحد المدعوين للمشاركة في هذا المهرجان قائلة إنها ” أمسية رائعة لتقريب جمهور أزمور من هويته التراثية”.
وأضافت أن هذه الأمسية الملحونية، التي جاءت لتعزيز العرض الثقافي في هذه المدينة الغنية بتاريخها تروم الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي للمغرب.