بعد سنتين من التوقف والصمود نتيجة الأزمة الصحية الناتجة عن كورونا، جددت مدينة آزمور أمس الخميس اللقاء مع فن الملحون في إطار مهرجان “ملحونيات آزمور” المنظم تحت شعار “صون تراث الملحون المغربي مسؤولية وطنية”.
ففي جو من الفرح الكبير حج رواد المهرجان من داخل المغرب وخارجه إلى أزمور من أجل الاحتفال بافتتاح الدورة العاشرة لهذا الفن الموسيقي العريق.
وبهذه المناسبة عبر عبد اللطيف البيدوري رئيس جمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، عن سروره لكون “الملحون بخير”، مضيفا أنه يشهد على ذلك عدد الفرق والفنانين الشباب الذين يشاركون في الدورة العاشرة للمهرجان مثل هاجر زوهري وشيماء الرداف. وتابع أن المشاركة والشراكة الرسمية مع أكاديمية المملكة المغربية في هذه النسخة “تشكل تتويجا لهذه التظاهرة”، التي تتواصل إلى غاية 16 من الشهر الجاري.
وبنفس النبرة المتحمسة أشار عبد الإله جنان أستاذ باحث في فن الملحون، إلى أن هذا اللون الموسيقي” ما يزال حيا بفضل عشاقه المولوعين به”.
ودعا إلى “صون وتثمين هذا التراث الوطني اللامادي”، مبرزا جهود أكاديمية المملكة المغربية التي ” لا تذخر جهدا من أجل الحفاظ على هذا التراث والارتقاء به”.
من جهته اعتبر عبد الرحمان عريس المدير الإقليمي للثقافة بالجديدة وسيدي بنور، أن إعادة الاعتبار لفن الملحون “يتوقف على الوسائل المسخرة من أجل استمراره”.
وذكر بأن الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة تعمل منذ أزيد من عقد في هذا السياق “لضمان الخلف” من الفنانين الموسيقيين.
وأكد أن “دعوة فرقة موريتانية للمشاركة في هذه الدورة يؤكد انفتاح هذه التظاهرة الثقافية المغربية على محيطها العربي والإفريقي”.
واستهل برنامج أمسية الافتتاح بحفل لكبار موسيقي الملحون تحت رئاسة محمد الوالي.
وتميز أيضا حفل الافتتاح بمشاركة فرقة عيساوة من فاس التي يقودها لمقدم عبد الله اليعقوبي، وفرقة عشماوي لآزمور، حيث عاش الجمهور الحاضر لحظات ممتعة طيلة هذه الأمسية الصيفية الجميلة.
وأشار لمقدم اليعقوبي في تصريح مماثل إلى أن فرقة عيساوة “تضطلع بدور كبير في الإدماج الاجتماعي للموسيقيين الشباب”.
كما تضمن افتتاح هذه الدورة مشاركة مجموعة من الفنانين، ويتعلق الأمر بخالد إدريس (فرنسا) وهاجر زوهري وعبد المجيد رحيمي من آزمور.
وشهد اليوم الأول من هذا المهرجان تكريم المكي سباطة الزجال المعروف بآزمور، وتسليم جوائز لمجموعة من الفنانين.