بلانيت |

المسحراتي” طقس رمضاني يقاوم التكنولوجيا في دمشق

المسحراتي

المسحراتي” طقس رمضاني يقاوم التكنولوجيا في دمشق

قبيل ساعة من ارتفاع أذان الجامع الأموي الكبير في دمشق القديمة، يصدح صوت المسحراتي حسن الرشي وهو ينادي “يا نايم وحد الدايم” ليوقظ الصائمين لتناول وجبة السحور، في موروث رمضاني مستمر في الأحياء الشعبية في سوريا.

في كل ليلة من ليالي رمضان، يخرج حسن مع صديقه شريف رشو، يجوبان الأزقة الضيقة يقرعان على طبلة لإيقاظ الصائمين. وهما عينة من قرابة 30مسحرا يحافظون على هذا التقليد في دمشق.

يقول حسن “رغم وجود الهواتف المحمولة والتكنولوجيا المختلفة، لكن الناس يحبذون الاستيقاظ على صوت المسحراتي”.

ويضيف “أصبح المسحراتي جزءا من عادات وتقاليد أهل الشام في شهر رمضان، وهذا تراث لن نتركه”.

بين أحياء منارة وأخرى يسودها ظلام دامس، ينتقل حسن مع صديقه. يمسك بيده اليمنى عصا مصنوعة من الخيزران، وبيده الأخرى طبلة صغيرة مصنوعة من الفخار ومكسوة بجلد الماعز. يسير بخطوات متسارعة في الأزقة، ويطرق بعصاه على أبواب من يعرفهم وكلفوهم سبقا بإيقاظهم. ويتفنن أحيانا في القرع على الطبلة بطريقة إيقاعية.

ويشرح “نشعر بالبهجة حين نخرج كل يوم. أحيانا، يلحق بنا بعض الأطفال ويطلبون القرع على الطبلة وترداد نداء “قوموا على سحوركم.. إجا رمضان يزوركم”.

قبل أن يرتفع الأذان بدقائق، يطرق شريف على باب أحد جيرانه ليشرب كوبا من الماء. مستبقا بدء موعد الصيام ليوم جديد.

وقد يحمل المسحراتي بيده أحيانا سلة من القش أو حقيبة من القماش لوضع ما قد يقدم له من طعام. وهو إجمالا لا يتقاضى أجرا ماديا.

ويقول شريف “معد اتي بسيطة، هي صوتي وطبلتي وعصاي. لم أتوقف عن أداء هذا الواجب منذ نحو ربع قرن، حتى خلال الحرب أو تفشي كورونا”.

ويضيف الرجل الذي غزا الشيب لحيته الخفيفة “سأبقى أوقظ الناس على السحور. طالما أن في حنجرتي صوتا قادر على الارتفاع والصراخ. إنها أمانة حملتها عن أبي وسأحملها لولدي”.

 

 

النشرة الاخبارية

اشترك الان في النشرة البريدية، لتصلك اخر الاخبار يوميا

الاكثر قراءة

فيديو

تابعنا على :