أكد محمد أمين سبيبي، مدير قطب الدفع الاقتصادي والعرض الترابي بالمركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش آسفي، أن تطوير المنطقة الصناعية بسيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة يمكن أن يجعلها قاطرة حقيقية للاستثمار والتشغيل في جهة مراكش آسفي.
نسيج اقتصادي متنوع
أبرز سبيبي، أن “تعزيز المنطقة الصناعية بسيدي بوعثمان يندرج في إطار استراتيجية تنويع النسيج الاقتصادي الذي يهدف المركز الجهوي للاستثمار بجهة مراكش آسفي إلى اعتماده على مستوى إقليم مراكش والأقاليم السبعة في الجهة”.
وفي هذا السياق، سلط الضوء على الأهمية التي تولى لهذا النوع من المشاريع الكبرى، مشيرا إلى حفل الإطلاق الرسمي لطلب عروض للمشاريع خاصة بالمنطقة الصناعية بسيدي بوعثمان، الواقعة على بعد 20 دقيقة فقط من مراكش، والذي نظم يوم الأربعاء 17 دجنبر الماضي.
درس كورونا
وأوضح أن الأزمة الناجمة عن وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) أظهرت أن الوقت قد حان لكي لاتهتم جهة مراكش آسفي فقط بمؤهلاتها السياحية التاريخية، وتنفتح على تطوير وخلق دينامية أكثر للقطاعات والمجالات الاستراتيجية التي تحقق القيمة المضافة العالية وتساهم في فرص الشغل، لا سيما في القطاع الصناعي.
وأضاف أن إقليم الرحامنة يتوفر على جميع الإمكانيات البشرية والتقنية والبنية التحتية لترسيخ ذاته ك”قطب صناعي ولوجستيكي تنافسي، ويتموقع كرافعة تنافسية اقتصادية جهوية، وبالتالي الاضطلاع بدور القاطرة الحقيقي للاستثمار والتشغيل في الجهة”.
وأشار السيد سبيبي إلى أن المنطقة الصناعية بسيدي بوعثمان تقع، في إطار الرؤية الاستراتيجية للمركز الجهوي للاستثمار بجهة مراكش آسفي، كمكون أساسي لقطب التنافسية بن جرير-سيدي بوعثمان، أي القطب الصناعي واللوجستيكي شمال جهة مراكش آسفي.
وذكر أن هذه المنطقة الصناعية، التي أقيمت على مساحة 107 هكتارات، تنقسم إلى 357 قطعة أرضية، توفر قربا استراتيجيا على بعد 18 كلم من مدينة مراكش، مضيفا أنها تتوفر أيضا على ربط طرقي جيد (الطريق الوطنية 9) ومحطة السكك الحديدية سيدي بوعثمان، على أن تعرف قريبا إحداث الشبكة الإقليمية السريعة التي ستربط بن جرير بمراكش.
عرض استثنائي
وأضاف السيد سبيبي أن المنطقة الصناعية بسيدي بوعثمان توفر عرضا متكاملا واستثنائي، من حيث التكوين والتعليم، وذلك بفضل قربها من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ثانوية التميز، ومدرسة 1337، ومراكز التكوين لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
وأبرز أن هذه المنطقة تستفيد أيضا من ربطها بالنظام البيئي للمدينة الخضراء بن جرير بنحو 30 دقيقة بالسيارة، حيث سيتمكن الصناعيون في المنطقة من الاستفادة من البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا الصناعية.
وخلال تطرقه للانطلاق الرسمي لطلب عروض للمشاريع الخاصة بالمنطقة الصناعية بسيدي بوعثمان، أشار السيد سبيبي إلى أن هذه العملية ثمرة عمل ذكي وتخطيط استراتيجي قام به المركز الجهوي للاستثمار بجهة مراكش آسفي، مضيفا أن هذا التخطيط يستند على تعبئة جماعية وفعالة لجميع شركاء المشروع وهم شركة العمران مراكش آسفي، والمديرية الجهوية لوزارة الصناعة والتجارة، والوكالة الحضرية الرحامنة-قلعة السراغنة، والجماعة الترابية سيدي بوعثمان، وذلك تحت إشراف ولاية مراكش آسفي وعمالة الرحامنة.
جذب الاستثمارات
وأوضح أن هذه العملية تنطلق من الرغبة في الرفع من معدل تقييم المنطقة الصناعية المقدر بنحو 8.1 في المائة مع نهاية سنة 2019، بهدف جذب استثمارات صناعية تخلق فرصا للشغل والقيمة المضافة، مشيرا إلى أنها تأتي أيضا تلبية للحاجة المتزايدة التي يعبر عنها المستثمرون في الأراضي الصناعية لإنجاز وتنفيذ مشاريعهم الاستثمارية بالقرب من مراكش.
وذكر بأن الأشغال المتعلقة بطلبات العروض للمشاريع أدت إلى استرداد أكثر من 60 قطعة صناعية لم يتم تقييمها، من خلال مسطرة المصادرة في احترام للقوانين الجاري بها العمل، والتي تم إطلاقها بعد تدقيق حالة المشترين وتقييم تثمين القطع الأرضية في المنطقة.
كما تم، بالموازاة مع ذلك، التوقيع على دفتر تحملات جديد من قبل جميع الأطراف المعنية، اعتبارا من يوليوز 2021، والذي تم وضعه على أساس مراجعة شاملة لبنوده بهدف ضمان تقييم أفضل للمنطقة الصناعية.
ويهدف طلب عروض إلى الاختيار المسبق لمشاريع الاستثمار الصناعي، وفق ا للائحة تقييم تتسم بالشفافية والتي تبرز التأثير على مستوى خلق القيمة ومناصب الشغل، من خلال اقتراح 44 قطعة صناعية بمساحة تتراوح بين 231 مترا مربعا و15215 مترا مربعا.