اختار الملك محمد السادس لغة دبلوماسية رصينة، واضحة وصريحة للرد على التصعيد الجزائري ضد الرباط. وذكر الملك في الخطاب الذي ألقاه قبل قليل بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب “إن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح المواطنين، وتدافع عن قضايا الوطن”. وأضاف “. إننا نؤمن بأن الدولة تكون قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية. وهذا هو سلاحنا للدفاع عن البلاد، في وقت الشدة والأزمات والتهديدات. وهو ما تأكد بالملموس، في مواجهة الهجمات المدروسة، التي يتعرض لها المغرب، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا. وكانت الجزائر اتهمت قبل أيام المغرب بالوقوف وراء الحرائق التي شبت في بعض غاباتها، وجاء الاتهام الذي قدمته الجزائر دون تقديم أي دليل، في أعقاب اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. ودأي الملك محمد السادس على إعلان حسن نوايا الرباط، وإصرارها على مد يد التعاون للجزائر، غير أن تمادي الجزائر في سياستها العدوانية، وإعلان نيتها “إعادة النظر” في علاقاتها مع الرباط، جعل الخطاب الملكي يخلو هذه المرة من رسائل الأخوة التي ظل حريصا على أن تتضمنها الخطب الملكية. :