يعتبر شاطئ الوليدية نقطة جذب وطنية ودولية للسياح والمصطافين، لسمعته ذائعة الصيت من جهة،ولتوفره على كل مميزات التخييم والاصطياف والاستجمام من جهة ثانية.
وتتوفر الوليدية،التابعة ترابيا وإداريا لإقليم سيدي بنور،على موقع سياحي تنفرد به دون سواها، لأنها تقع على ربوة تجمع بين الجبل والغابة والبحر، وتزيدها بحيرتها الهادئة جمالا ورونقا وجاذبية، وهو ما يدفع السياح المغاربة والأجانب إلى الإقبال عليها بشكل منتظم.
ويعود اسم الوليدية نسبة إلى الوليد بن زيدان، وهو سلطان حكم خلال فترة السعديين، ولا زالت أطلال قصبته التي بنيت في 1634 في الجزء العلوي الشمالي من المدينة، حاضرة وحامية لها. ولا يتجاوز عدد سكان الوليدية 8 آلاف نسمة حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى الأخير، وهي منطقة فلاحية تتوفر على ما يسمى بالولجة وهي أرض فلاحية متخصصة في إنتاج الخضر بكل أنواعها وأشكالها.
ويلعب موقعها الجغرافي أيضا دورا أساسيا في تهافت المصطافين عليها، حيث تبعد عن الجديدة ب77 كيلومترا وعن أسفي ب66 كيلومترا،وعن عاصمة إقليمها سيدي بنور ب74 كيلومترا فقط. وتعتبر وجهة بحرية تم اقتطاعها من إقليم الجديدة أثناء خروج إقليم سيدي بنور من رحمه سنة 2009.
وصرحت نسرين سعد، وهي مستثمرة بالمنطقة، وتملك وحدة فندقية بالوليدية، “تعرف الوليدية هذه السنة إقبالا لافتا للنظر،من حيث الزوار والمصطافين، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وجودة ونقاء رمال شاطئها ووفرة أسماكها وخضرها الطرية. وأضافت أن خلو المدينة من وباء فيروس كورونا المستجد، ساعد على ارتفاع معدل الإقبال على شاطئها من داخل المغرب وخارجه، حيث يحل بها عدد كبير من السياح الأجانب من مختلف الجنسيات. وأكدت أن الوليدية تعرف توافد حوالي 30 ألف سيارة خلال نهاية كل أسبوع، مما يدفع بالسلطات الأمنية في أحيان كثيرة، إلى منع الدخول إليها بعد الساعة الحادية عشرة صباحا.
وصرحت مليكة هاشمي فاعلة جمعوية بدورها، أن قوة الوليدية تتمثل في توفرها على جو معتدل وبحيرة جميلة جدا تستقطب الزوار من كل حدب وصوب، بالإضافة إلى توفرها على بنيات استقبال ممتازة من إقامات سياحية مجهزة بكافة مستلزمات الاصطياف ومطاعم مصنفة وفضاءات الأطفال والمساحات الخضراء، التي توفر لضيوفها الراحة والاستجمام، خاصة القادمين والهاربين من حرارة الصيف ولهيب الشمس الحارقة بمدن مراكش وخريبكة وبني ملال وسطات وفاس ومكناس.
وأشارت هاشمي إلى أن شاطئ الوليدية يمنح زواره أيضا فرصة الاستمتاع بالرياضات المائية، حيث بإمكانهم ركوب القوارب التقليدية، التي تفتح أمامهم فرصة القيام برحلات عبر المجداف، في جنبات البحيرة واستغلال وجود الدراجات المائية التي تعرف إقبال الشباب عليها بكثرة.
وتمتاز الوليدية بصيتها العالمي لتوفرها على بساتين لتربية المحار، مما جعلها في صلب اهتمام رواد الصيد البحري،الذين يتهافتون على اقتناء هذا المنتوج البحري نظرا لتفرده بخصائص غذائية لا تتوفر في غيره. كما تعرف بتوفرها على عدد من المنتوجات البحرية (فواكه البحر) منها ” قنفذ البحر”،و”اللميعة ” وهو حيوان بصدفتين صغيرتين،و” القصبة ” وهي عبارة عن أنبوب يوجد به كائن حي لذيذ الطعم وبلح البحر والكالامار والأخطبوط والروبيان (الكروفيت) والسرطان أو السلطعون (الكراب) والزفان (اللونغوست).
وعبر سعيد بدري من مدينة الرباط، الذي يزور الوليدية لأول مرة، عن سعادته باكتشافها وأكد في تصريح مماثل، أن شاطئ الوليدية يبقى من أحسن الشواطئ في المغرب، التي زارها، لنقاء رماله وجودة مياهه .
وأعرب بدري عن اعجابه بنوعية المأكولات التي تقدم بمركز المدينة عند منتصف النهار، ومنها الشواء بالفلفل والطماطم والبصل والطاجين باللحم والبرقوق والخبز البلدي التي يتم إعداده على الجمر،ثم الشاي بالنعناع الذي تفوح رائحته بين الدكاكين والمقاهي. وسجل المتحدث ذاته أن إمكانية الحصول على بيت للكراء متوفرة وبأسعار مناسبة،هو ما يشجع المصطافين على التردد على المدينة كل سنة.