إعداد: أحمد طنيش

تأتي الدورة 15، التي تعتبر حصيلة عقد ونصف من التفاعل مع مسرح عربي يخاطب هذا التاريخ والتلاقح الثقافي والفني والبحث في مثن هذا المسرح وتحريك أسئلته والتوصل بإبداعه ومجايلاته، لذا وقبل التفاعل مع المقترحات المتنوعة الإبداعية والفكرية والتواصلية للمهرجان، علينا أن نقتنع بمسلمة أساسية، أن واقع المسرح العربي حاليا في نهضة حقيقية، الإشكال يكمن فقط عند المؤسسات المعنية والوصية والفاعلية والمحركة للمسرح ممارسة وبحثا وتنظيرا وتخطيطا المطالبة بتأهيل الثقافة والفن وضمنها المسرح إلى مرحلة الصناعة الثقافية وفق منظومة مؤسساتية، تهم البنيات التحتية ومجالات التكوين وباقي الولوجيات وصولا إلى الحق الفرجة للجميع، وحق الفرق المسرحية في الإبداع والتواصل.

ملتقى النخبة 

في مؤتمر صحفي معلن رسميا على انطلاق المهرجان في الزمان والمكان، ناب الرقم 5 عن الرقم 15، حيث أعلن المؤتمر الصحفي يوم الأحد 5 يناير 2025 بمسقط، عن تفاصيل وفعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته 15؛ إذ كشفت اللجنة المنظمة لمهرجان المسرح العربي عن فعاليات وضيوف سلطنة عمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبشراكة مع الهيئة العربية للمسرح والجمعية العمانية للمسرح ومؤسسات أخرى هامة بسلطنة عمان، خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 15 يناير2025، حيث يشهد المهرجان 15 عرضا مسرحيا تقام على 3 مسارح مختلفة وهي مسرح قصر البستان ومسرح العرفان بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض وكذلك مسرح كلية الدراسات المصرفية، وخلال المهرجان يقام كذلك 28 مؤتمرا صحفيا، واستوديو 15، بشكل جديد ومختلف يستضيف حوارات ومحاورين عرب إضافة لتغطية الفعاليات اليومية المختلفة، و4 ورش تدريبية بالإضافة إلى المؤتمر الفكري والذي ينقسم لمسارين، المسار الأول يتحدث عن إصدارات حول المسرح في سلطنة عمان، والمسار الثاني يتحدث عن المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني، كما سيشهد المهرجان أكثر من 500 ضيف مسرحي من داخل سلطنة عمان وخارجها من الدول العربية، وقد صرحت الجهة المستضيفة أن هناك 300 عضو من شباب عمان في اللجنة المنظمة الموزعة على عدة مهام مساهمة في إنجاح هذه الدورة التي تحتفي بالرقم 15 على عدة مستويات.

في بداية المؤتمر رحب سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب رئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان بالحضور وضيوف مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة زمانا ومكانا، وأشار بأن المهرجان يُعدّ ملتقى يجمع نخبة من الفنانين والمسرحيين والكتاب والمخرجين المبدعين العرب للاحتفاء بفن المسرح وتعزيز دوره في دعم الثقافة والإبداع على المستوى العربي، وتتميز هذه النسخة بإستقطاب عدد (15 عرض مسرحي) متنوعا  بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة  كما سيشارك أكثر من 500 فنان مسرحي عربي من مختلف أنحاء العالم، وسوف  تشمل هذه النسخة معرضا للصناعات الحرفية العمانية  والمعرض الفني و (30) مؤتمرا صحفيا إلى جانب المؤتمر الفكري والذي سيتضمن عددا من الأوراق البحثية ومن أهمها ( المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني)، وكذلك ستتضمن (33) توقيعا لمؤلفات حول المسرح العماني والخليجي والعربي في جناح إصدارات الهيئة العربية للمسرح، منها (9) كتب جديدة حول المسرح العماني من إصدارات الهيئة العربية للمسرح في إطار المهرجان، كما سيتم خلال تنفيذ المهرجان تقديم رسالة اليوم العربي للمسرح للفنان الفلسطيني فتحي عبدالرحمن في العاشر من يناير للعام 2025م. ونوه بجهد المهرجان الذي يمثل انعكاسًا للقيم المشتركة في تعزيز التواصل الثقافي، وتبادل الخبرات على الصعيد الداخلي والخارجي، إلى جانب تحقيق الشراكة والتكامل مع المؤسسات المحلية والدولية في المجالات الثقافية.

موعد فوق العادة

وتابع سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي بأن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تشيد بدور الهيئة العربية للمسرح، على احتضانها خلال السنوات الماضية للإبداع المسرحي العربي والذي كان له دورا بارزا في ظهور العديد من النجوم والفنانين الذي ذاع صيتهم على المستوى الدولي في مجال المسرح، كما تؤكد الوزارة على الشراكة القائمة مع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، والتي كان لها الأثر في استضافة هذا المهرجان، واختتم السيد البوسعيدي حديثه بأن سلطنة عُمان تفتخر بهذه الاستضافة لهذا الحدث المسرحي الكبير، الذي يواكب تطلعات الإستراتيجية الثقافية للوزارة 2021 -2040، والتي تهدف إلى تعزيز الحراك الثقافي والمسرحي في سلطنة عمان وإتاحة الفرصة للمسرحيين العُمانيين للاستفادة من العروض المسرحية، الورش التدريبية، والحوارات الفكرية التي تُثري المشهد الثقافي والفني.

وفي جانب الشراكة المثمرة والعرس المسرحي العربي لهذا المهرجان الذي أصبح موعدا وموسما بل ومؤتمرا عربيا فوق العادة، أوضح سعادة إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح رئيس مجلس الأمناء بأن هذا المهرجان يمثل أنموذجا في الشراكة المثمرة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العمانية للمسرح، إضافة لحكمة وخبرة الهيئة العربية للمسرح بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهي كلها ضمانات لتكون الدورة الخامسة عشرة دورة نوعية، وهي هدية الهيئة للمسرحيين العمانيين، وأضاف الأمين العام لقد جاء اختيار مسقط لتحتضن المهرجان استجابة للرغبة الكبيرة والأكيدة من طرف المسرحيين في سلطنة عُمان، وبتعاون مثمر مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والجمعية العمانية للمسرح وقد تم اختيار مسقط لتكون حاضنة لتنظيم الدورة الخامسة عشرة من المهرجان كدورة مميزة، وهي الرابعة التي تنظم في دول الخليج (بعد قطر 2013، الشارقة 2014، الكويت 2016)؛ إذ لا بد في هذا المقام من الإشادة بالطموح والهمة والحيوية التي تميز بها الشركاء في سلطنة عُمان، وكذلك الإشارة بكل التقدير لجدية وحماسة المسرحيين في سلطنة عمان، ليجعلوا من المهرجان مناسبة ثقافية وطنية وعربية بامتياز.

هذا وتسعى اللجنة المشرفة على المهرجان لتحقيق عددا من الأهداف ولعل أبرزها المساهمة في خدمة الثقافة العربية عامة والمسرح العربي بصفة خاصة وتنفيذ أهداف الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، وكذلك المساهمة في إيجاد مساحات لتطوير وتنمية الإبداع المسرحي العربي وفي ترويج المنتوج المسرحي العربي الجيد، إلى جانب ترسيخ الاحتفال باليوم العربي للمسرح (10 يناير) كتقليد مسرحي عربي سنوي، والمساهمة في توسيع ودعم البحث العلمي المسرحي والتأليف المسرحي العربي الموجهة للكبار والصغار.، ومن الأهداف أيضا تبادل التجارب والخبرات بين المسرحيين العرب ومع نظرائهم بمختلف المناطق وتمكين المسرحيين العرب بالمهجر من الاندماج في الدينامية التي يعرفها المسرح العربي والانفتاح على التجارب المسرحية العالمية وتقريب المسافة بينها وبين المسرح العربي، سيما وقد انفتح المهرجان عن الاقتباس من الأدب العالمي وفق رؤية وتصور عربي.

وسيرا على عادتها درجت الهيئة العربية للمسرح على تقديم تكريمات تشكل تقديراً لجهود أثرت المسرح في البلد المحتضن، أترت الجهات المنظمة والشريك، تكريم خمس جهات كان لها الأثر الكبير في تأسيس وتطوير المسرح بسلطنة عمان وهي: المدارس السعيدية، مسارح الأندية، مسرح الشباب، فرقة الصحوة المسرحية الأهلية، والجمعية العمانية للمسرح.