احتضنت الغرفة الفلاحية الجهوية ببني ملال، فعاليات المؤتمر الجهوي الأول للعمل الاجتماعي بجهة بني ملال خنيفرة تحت شعار: “العمل الاجتماعي بجهة بني ملال خنيفرة الواقع والآفاق”.
وقد تضمن هذا المؤتمر، جلستين علميتين قدمت خلالهما مداخلات علمية متنوعة ومتكاملة تناولت العمل الاجتماعي بالمغرب و أسسه ومنهجياته وواقعه وآفاقه، بالإضافة إلى واقع العمل الاجتماعي بجهة بني ملال خنيفرة وذلك بحضور فاعلين أكاديميين وأساتذة جامعيين و فاعلين مؤسساتيين ومدنيين مهتمين بالموضوع وطالبات و طلبة عدد من الجامعات الوطنية .
وتضمنت الجلسة العلمية الأولى التي كانت بعنوان: “العمل الاجتماعي بالمغرب ضرورة اجتماعية فرضتها تحولات مجتمعية”، سبع مداخلات علمية، كانت الأولى من إلقاء المختار الهراس، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط بعنوان فعالية ممارسة الخدمة الاجتماعية، و الثانية من إلقاء الدكتورة زبيدة أشهبون، الأستاذة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة تحت عنوان: “أي دور للجامعة المغربية في تنمية العمل الاجتماعي؟”، بينما تناولت الدكتورة سكينة يبوري ،الأستاذة بالمعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة استراتيجيات القطب الاجتماعي لتطوير العمل الاجتماعي و استعرض الدكتور محمد ألويز و هو أستاذ بجامعة القاضي عياض واقع و آفاق العمل الاجتماعي بالمغرب.
وعنون الأستاذ بجامعة محمد الخامس في الرباط الدكتور عبد الرحيم عنبي مداخلته بالعمل الاجتماعي في مغرب التحولات الاجتماعية و الديموغرافية، منهجيات و آليات إعادة بناء التضامن الاجتماعي والتنظيم المجتمعي، بينما استعرض الأستاذ المصطفى مدني عضو هيئة المحامين ببني ملال ورئيس جمعية المحامين الشباب ببني ملال دور المحاماة في العمل الاجتماعي.
واختتم الدكتور محمد عبد ربه الأستاذ، بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية مداخلات الجلسة العلمية بمداخلة عنونها بتدريس العمل الاجتماعي بالمغرب مساراته و آفاق تطوره .
وفي اليوم الثاني، عنونت الجلسة العلمية الثانية: “واقع وآفاق العمل الاجتماعي بجهة بني ملال خنيفرة”، شارك في أشغالها عبد الهادي المناني مدير وكالة التنمية الاجتماعية ببني ملال بمداخلة تحت عنوان “دور وكالة التنمية الاجتماعية في العمل الاجتماعي على صعيد جهة بني ملال خنيفرة”، ومداخلة أخرى قدمها محمد بولمان إطار بمجلس جهة بني ملال خنيفرة تناول من خلالها العمل الاجتماعي في برامج التنمية الجهوية PDR، وتحدث الباحث في العمل الاجتماعي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله محمد الأرضي عن تجرية العمل الاجتماعي الجمعوي من خلال تجربة الجمعية المغربية للمساعدين الاجتماعيين، وكانت آخر مداخلة للسيدة منسقة المؤتمر ورئيسته أستاذة علم الاجتماع عزيزة خرازي عن آفاق العمل الاجتماعي بالجهة من خلال التكوينات التي انخرطت فيها كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان من خلال إجازة التميز في العمل الاجتماعي وتكوين الماستر في العمل الاجتماعي ليليه تكوينات الدكتوراه وبالتالي عاملات وعاملين اجتماعيين متخصصين لمواجهة التحديات والتحولات التي يعرفها العالم عامة والمغرب بشكل خاص.
وقد أسفرت المداخلات و نقاشات و تفاعلات الحضور عن مجموعة من التوصيات الهامة، تتعلق بضرورة تعزيز النهوض بتدريس تخصص العمل الاجتماعي بالجامعة على المستوى الوطني و الجهوي نظرا لأدواره المهمة في التغيير الاجتماعي و خلق الثروة، ودعم البحث العلمي في العمل الاجتماعي عبر منح وطنية و دولية لنقل الخبرات الدولية في المجال .
كما أكدت المداخلات، على شجيع تدريس العمل الاجتماعي عبر فتح تكوينات الماسترات و الدكتوراه فيه ،لمواكبة التحولات الاجتماعية و الديموغرافية وسوق الشغل، وضرورة تنسيق الجهود بين الجامعات والأساتذة لتوحيد المناهج العلمية و البيداغوجية الخاصة بالعمل الاجتماعي، مع ضرورة اعتماد مناهج بيداغوجية و أطر بيداغوجية خاصة في تدريس العمل الاجتماعي يجمع بين الأكاديميين و الممارسين المتخصصين .
وأشارت المداخلات، إلى تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها الاجتماعي و الثقافي عبر شراكات مع المؤسسات العاملة في العمل الاجتماعي، وضرورة انفتاح مسار التميز في العمل الاجتماعي على جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في المجال وتوقيع الشراكات للعمل المشترك، وكذا انخراط المؤسسات الاجتماعية في تكوين طلبة العمل الاجتماعي عبر استقبالهم و تمكينهم من الاطلاع على خبراتها وممارستها المهنية .
يذكر أن مسار التميز في العمل الاجتماعي قام في اليوم الأول بتكريم مجموعة من الشخصيات و المؤسسات الشريكة حيث تم تكريم وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار ورئيس جامعة السلطان مولاي سليمان أبو معروف مصطفى وعميد كلية الآداب محمد بالأشهب ونائب العميد يوسف أدراوا والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد العاملي و الأستاذ الدكتور محمد ألويز بجامعة القاضي عياض واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خنيفرة.