تعتبر أوراش بناء وإصلاح السفن بنوعيها الخشبية والحديدية بميناء طانطان (الوطية) من أهم الصناعات التي تفتح آفاق كبرى للاستثمارات بجهة كلميم واد نون والأقاليم الجنوبية عموما.
وتعد صناعة السفن بهذا الميناء، كقطاع اقتصادي واجتماعي واعد، ثمرة جهود كبرى بذلت للإقلاع بقطاع الصيد البحري بالمنطقة.
ومن الأوراش المهمة التي رأت النور سنة 2020 بهذا الميناء ورش بناء وإصلاح السفن الخشبية على مساحة 5000 متر مربع .
وهذا المشروع هو ثمرة اتحاد عدد من الحرفيين في مجموعة تحمل اسم (جيكوناف) ” GICONAV”( Groupement interprofessionel de la construction naval) .
واعتبر رضوان خلوق، مدير هذا الورش، أن هذا المشروع “يعتبر استثنائيا بالمغرب”، موضحا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الورش يتميز بالاستعانة بمركبة (chariot)، لأول مرة بالمغرب، لحمل السفن من الورش إلى حوض الميناء.
وسجل أن هذا الأمر هو نتيجة أفكار شبابية من أجل تطوير القطاع، مشيرا الى أن الموانئ الأخرى ما زالت تعتمد على الطرق التقليدية في هذا المجال .
وأكد السيد خلوق أنه ومنذ افتتاح هذا الورش، الذي وافقت عليه الوكالة الوطنية للموانئ، “عرف نجاحا كبيرا، وتزايدت وتيرة الطلب على المراكب”.
وقال إن الورش ينتج حوالي 14 مركبا في السنة، مقارنة مع الأوراش الأخرى التي تقوم بإنجاز ما بين 8 و 9 مراكب في السنة.
ويشتغل على كل مركب، الذي تستغرق مدة بنائه حوالي 8 أشهر، ما بين 30 و 40 عاملا وحرفيا.
من جهته، أكد مندوب الصيد البحري بطانطان، يوسف فنون، في تصريح مماثل أن هذا الورش، وفضلا عن توفره على مركبة حمل المراكب من الورش الى حوض الميناء، فهو مختص في صناعة مراكب الصيد الساحلي وب “مواصفات عالية”.
وبالإضافة الى هذا الورش يحتضن ميناء الوطنية بطانطان أوراشا أخرى لبناء وصناعة السفن سواء منها الخشبية أو الحديدية.
ومن هذه الأوراش المهمة ورش ” TABOAG ” (طابواك) لبناء وإصلاح السفن، الذي يعتبر من أقدم الأوراش وأهمها بهذا الميناء ، الذي انتقل مؤخرا الى صناعة السفن الحديدية مع الحفاظ على بناء وإصلاح الخشبية منها. وفي ذات الإطار يشار الى أن طانطان ستحتضن منطقة صناعية بجماعة الوطية لتمركزها قرب الميناء ، والتي ستفتح آفاقا استثمارية واعدة للإقليم ولجهة كلميم واد نون. ويعد ميناء طانطان من بين أهم موانئ الصيد البحري بالمغرب والثالث على صعيد الأقاليم الجنوبية للمملكة بعد الداخلة والعيون، ويساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة.
ويصل أسطول الصيد النشيط بالميناء الى 705 وحدة نشيطة، موزعة على 247 وحدة خاصة بالصيد التقليدي، و 190 مركبا للصيد بالجر، و 68 مركبا للصيد بالخيط، و 154 مركبا لصيد السردين، و46 وحدة للصيد بأعالي البحار .
كما يعد من أهم الموانئ الوطني من حيث كمية الأسماك المفرغات من منتوجات الصيج الساحلي والتقليدي، إذ سجل خلال الأربعة أشهر الأولى من 2021، حوالي 36 ألف و224 طن بقيمة مالية بلغت 627 مليون و673 ألف و864 درهم ، أي بنسبة ارتفاع بلغت 161 في المائة.
وبلغ حجم الكميات المصطادة والمفرغة من الصيد الساحلي 29 ألف و413 طن مسجلا زيادة ب 282 بالمائة، والصيد التقليدي 572 طن (زائد 3 بالمائة).
أما حجم كميات الصيد بأعالي البحار فقد بلغ 6238 طن (344 مليون و746 ألف درهم).
وتبلغ وحدات الصيد بالميناء 18 وحدة، منها وحدتان لتصبير السمك، ووحدتين لانتاج السمك المخلل والمملح خاصة “الأنشوبا”، و 9 وحدات لتجميد السمك ، و5 حدات لتصفية زيت السمك .
ويتوفر ميناء طانطان على عدة مرافق أهمها سوق بيع السمك بالجملة، الذي افتتح سنة 2015 في إطار تنزيل محور فعالية الأداء ضمن استراتيجية “أليوتيس” والذي يمتد على مساحة إجمالية تناهز 6700 متر مربع، وكذا على مرافق تقنية، ومختبر بيطري وغرف للتبريد.