أكدت سفيرة المملكة المغربية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، زهور العلوي، مساء أمس الأربعاء بميونخ، أن التعاون بين المغرب وألمانيا يندرج في إطار زخم إيجابي عماده تقاطع المصالح.
وخلال مؤتمر “المغرب الآن” الذي انعقد في إطار حملة ترويجية تقوم بها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات في ألمانيا، أبرزت العلوي الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز شراكتهما على قاعدة “رابح ـ رابح” والاحترام المتبادل.
وذكرت العلوي بأن هذه الرغبة قد تجسدت من خلال إطلاق الحوار الاستراتيجي الثنائي، في شهر يوليوز 2023، مما جعل ألمانيا شريكا متميزا للمغرب، مشيرة إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين تنمو بشكل مدهش حيث بلغ حجم التبادل بينهما حوالي 6 مليارات أورو سنة 2023.
وفي هذا الصدد، أبرزت العلوي الاهتمام الخاص الذي يوليه المستثمرون الألمان للمغرب، لا سيما في قطاعات صناعة الطيران والسيارات والهيدروجين الأخضر.
وأضافت أن “هذه القطاعات، وبفضل الإصلاحات الهيكلية والرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تتيح فرصا استثمارية واعدة، مدعومة ببيئة ماكرو اقتصادية جاذبة بالمغرب”.
علاوة على ذلك، أبرزت السفيرة الأهمية الاستراتيجية المتنامية التي تكتسيها العلاقات بين المغرب وألمانيا، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل أيضا في مجال التعاون السياسي والشراكة الطاقية.
واعتبرت أن “هذه العلاقة تندرج في سياق دولي مضطرب بلغ فيه تقاطع المصالح المشتركة بين البلدين مستوى غير مسبوق”.
وأضافت في هذا الصدد أن زيارة الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن جازولي، الذي يقود حاليا حملة للتعريف بالفرص الاستثمارية في المغرب ، إلى ألمانيا، تعكس رغبة المغرب في تعزيز روابطه مع ألمانيا واستكشاف فرص جديدة لتعاون اقتصادي أوثق.
يذكر أن مؤتمر “المغرب الآن” الذي عقد في ميونيخ تحت شعار “خلق تكاملات من أجل شراكات مستدامة “، عرف مشاركة جازولي و نائبة المدير العام بالوزارة الفدرالية الألمانية للاقتصاد وحماية المناخ، أورسولا بوراك، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، ونائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مهدي التازي، والمدير العام للاستثمار ومناخ الأعمال بالوزارة، غالي الصقلي.
وجاء اختيار ميونخ لاحتضان المؤتمر الذي حضره أكثر من 200 مشارك، منهم رجال أعمال ألمان ومغاربة مقيمون في الأمانيا ،بناء على دورها المحوري، كما أكد المنظمون، كعاصمة لبافاريا في الاقتصاد الألماني. فبعد إسبانيا في نهاية يناير الماضي، تواصلت جولة 2024 للترويج للوجهة المغربية وسط المستثمرين بالخارج ، بتنظيم حملة في ألمانيا من 22 إلى 25 أبريل الجاري من قبل الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وبشراكة مع السفارة المغربية بألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة الترويجية تندرج في سياق خاص يتميز بإطلاق “عرض المغرب”، وإبرام العديد من اتفاقيات الاستثمار الاستراتيجية في قطاع البطاريات الكهربائية، للدفع في اتجاه بروز منظومة وطنية للسيارات الصديقة للبيئة، والذي يمكن تعزيزه بالتعاون مع كبار الفاعلين الألمان.