بلانيت |

رمضان في جنوب افريقيا..مغاربة يحكون يومياتهم الرمضانية

رمضان

رمضان في جنوب افريقيا..مغاربة يحكون يومياتهم الرمضانية

يتحول حي بو-كاب التاريخي،الذي يحتضن أقدم جالية إسلامية مقيمة في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، مع حلول كل شهر رمضان إلى رمز حقيقي للتقاسم والتآلف والروحانية. يشتهر هذا الحي الخلاب الذي يقع عند سفح جبل تيبل مونتين” الشهير، بمنازله الملونة وشوارعه الضيقة المرصوفة بالحصى وتاريخه الغني الذي يعود إلى قرون مضت.

ينحدر سكان هذه المنطقة، التي تسمى كيب مالاي، من فئات العبيد والعمال الذين جلبهم الهولنديون ابتداء من القرن السابع عشر من جنوب شرق آسيا بغرض العمل في المزارع والضيعات الاستعمارية في منطقة كيب تاون.

جنوب افريقيا

هذا التاريخ المميز ، الذي هو أصل الثراء الثقافي لهذا المجتمع، يطبع كل جانب من جوانب حياته اليومية، من فن الطبخ إلى الهندسة المعمارية إلى التقاليد وغيرها.

وبالنسبة للمسلمين المقيمين في كيب تاون (1457 كلم من بريتوريا)، بما في ذلك المغاربة، يجسد هذا الحي أجواء عائلية ومريحة، تذكر بالتقاليد والعادات الرمضانية التي يحتفل بها في بلدهم الأم.

وقال أنس، وهو مغربي مقيم في كيب تاون منذ عدة سنوات، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن ما يجعل رمضان في بو كاب مميزا للغاية هو الطريقة التي تجتمع بها الجالية بأكملها لقضاء هذا الشهر المبارك. وأشار إلى أن المساجد تكتظ بالمصلين، والبيوت تتزين بالأضواء الملونة، وروائح الأطباق التقليدية تفوح في الشوارع الضيقة، مضيفا: “إنها سيمفونية حقيقية من الألوان والنكهات والأصوات”.

وأشارت زوجته ماريا إلى أن أكثر ما تستحسنه في هذه الأجواء الرمضانية، روح التضامن التي تسود خلال هذا الشهر المبارك، موضحة أن الجيران يساعدون بعضهم البعض، والعائلات تتقاسم الوجبات، أما المحتاجون فإن الجميع يتعبأ لمساعدتهم .

 

وفي هذا السياق، أشارت فضيلة تولكر، المرشدة السياحية في بو كاب، إلى أن المسلمين القادمين من مناطق مختلفة يستشعرون روح رمضان في هذا الحي، وهو ما يعكسه الأذان الذي يتردد صداه، والمساجد التي تشكل ملاذا روحيا وفضاء تتجسد فيه قيم الكرم حيث يتقاسم السكان وجباتهم بسخاء.

وفضلا عن الجانب الديني والمجتمعي، يعد رمضان في بو كاب أيض ا مناسبة للاحتفال بالهوية الثقافية وفن الطبخ الفريدين لجالية كيب مالاي.

وبحسب تولكر، فإنه يتم خلال هذا الشهر إعداد أطباق تقليدية متنوعة من قبيل “البرياني” و”السمبوسة” و”الفلفل الحار” بعناية ويتم مشاركتها بين الجيران والأصدقاء، ما من شأنه المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث ونقله إلى الأجيال الصاعدة .

وبالنسبة للعديد من المسلمين القادمين من أماكن بعيدة، يمثل بو-كاب أكثر من مجرد حي: فهو مكان مميز يمكن للمرء أن يستمتع فيه بأجواء روحانية استثنائية في كنف هذا الشهر الفضيل .

النشرة الاخبارية

اشترك الان في النشرة البريدية، لتصلك اخر الاخبار يوميا

الاكثر قراءة

فيديو

تابعنا على :