تجسد خديجة حبيبي، مديرة تعاونية “مقدة” المتخصصة في صناعة شباك الصيد البحري، جوهر الابتكار والتقدم في مجال ظل حكرا على الرجال.
فبعزيمة قوية، ورؤية حازمة، تولت خديجة زمام تعاونية نسائية ذات توجه جديد، يتمثل في تطوير مستقبل صناعة الصيد البحري عبر تبني مبادئ الاستدامة والمسؤولية البيئية.
وتسعى هذه التعاونية لتكون من رموز تمكين المرأة والتقدم الاقتصادي بمنطقة الشمال.
بوجهها المشرق، ورؤيتها الطموحة، وعزمها الراسخ على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعها، تشرف خديجة بدقة على عملية تصنيع شباك الصيد، من خلال الحرص على أن تكون كل قطعة مصنوعة بدقة وجودة عالية.
وتحت قيادتها، أصبحت تعاونية “مقدة” نقطة التقاء للنساء اللائي يجتمعن لتبادل الخبرات وتعزيز مهاراتهن وإيجاد دعم متبادل.
وتقول خديجة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إن “الطريق لم يكن سهلا”، حيث واجهت هذه التعاونية بعد إحداثها في عام 2021، “تحديات مالية ولوجستية وتقنية هائلة، خاصة أن الأمر يتعلق بمهنة جديدة تماما بالنسبة للنساء”.
وتابعت أنه “خلال فترة جائحة (كوفيد 19)، تضررت العديد من الشركات بشدة، بما في ذلك الشركة التي كنت أعمل فيها. ووجدت نفسي بين عشية وضحاها أعول أسرة، دون أي مصدر للدخل”.
وهكذا جاءت ولادة تعاونية “م قدة” في ظل تداعيات الوباء، عندما شعرت خديجة بالحاجة الملحة إلى خلق فرص جديدة ودائمة في عالم متغير. وكان الهدف مزدوجا وتمثل في تلبية الطلب على شباك الصيد عالية الجودة مع دمج ممارسات صديقة للبيئة.
وتقول خديجة: “إدراكا منا لآثار النفايات البلاستيكية على البيئة، قمنا بتنفيذ برامج لجمع وإعادة تدوير شباك الصيد، وتحويل التحدي البيئي إلى فرصة لإنتاج منتجات بيئية ومستدامة”.
ومكن التزام خديجة الثابت من أجل الحفاظ على البيئة، وكذا براعتها في قطاع الصيد، من احتلال المركز الأول في برنامج المغرب لريادة الأعمال الخضراء “SwitchMed”.
وقد حققت خديجة حبيبي كل هذه النجاحات رغم فقدان ابنتها المفجع. و وجدت في ريادة الأعمال ملاذا لها، وسبيلا لتحول ألمها إلى عمل.
واليوم، ومن خلال كل شبكة صيد تنتجها، تواصل خديجة نسج خيوط نجاحها، في قصة قوامها المرونة والتجديد، تذكر بأنه حتى في أحلك الأوقات، هناك دائما بصيص أمل.