كشف الحبيب المالكي رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن سيرورة مواكبة إصلاح المنظومة التربوية في العقدين الأخيرين، تبين الأهمية التي يحظى بها موضوع المناهج في منظومتنا التربوية، من أجل ملائمة المناهج مع ما يعرفه العالم من تطور تكنولوجي أدى إلى حتمية التفكير في إعادة صياغة مناهج تعليمية، تواكب هذه التطورات و تسهم في تكوين متعلم مبدع، متشبع بقيم المواطنة و الهوية والقيم الاجتماعية و المجتمعية، وكذلك متشبع بثقافة الانفتاح.
وتوخى الحبيب المالكي، في كلمة ألقاها خلال تنصيب لجنة المناهج اليوم الثلاثاء بالرباط، من هذه اللجنة، إعمال مقتضيات المـادة 28 مـن القانون-الإطـار، التي أبرزت أهمــية التدخـلات التــي ستتولاها اللجنة، ومـيــزاتها الاستراتيجية والعلمــية والبيداغوجــية والتنظيمــية، لاســيما تلـك المتعلقة بإعـداد الأطر المرجعية للمناهــج والدلائل المرجعية للبـرامــج والتكويــنات، باسـتحضار المبادئ والقواعـد والآليات المحددة فــي نفس المادة، كالسـهر علـى تحييــن الأطر والدلائل المرجعية وملاءمتها مـع التطـورات البيداغوجــية الحديثـة، بكيفــية مسـتمرة، مـع إقـرار آليـات دائمـة للتقييـم والمراجعة المستمرة للمناهــج والبـرامــج، فــي اتجـاه الرفـع مـن جـودة المنتوج التـربوي والتعليمـي والتكويـنـي، مـع مراعـاة مبـادئ التخفـيف والتبسـيط والمرونة والتكيـف مـع الهندسـة البيداغوجـية المعتمدة فـي كل مكـون مـن مكونـات المنظومة.
وعبر الحبيب المالكي، عن إشادته لإحياء وإرساء هذه اللجنة، للإيمان بدورها المحوري وطبيعتها الحاسمة على مستوى الرفع من جودة المنظومة التربوية، مؤكدا على ضرورة التنسيق الوثيق بين مختلف مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والاسترشاد بالممارسات الفضلى.
وأعرب المالكي، عن استعداد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، للتعاون والتنسيق، من أجل تحقيق الأهداف الرئيسية في ما يخص الارتقاء بجودة التعليم في جميع المستويات، استرشادا بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إثر تعيينه رئيسا للمجلس والواردة في بلاغ الديوان الملكي بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن التنسيق ليس شعارا وإنما هو قناعة راسخة، وممارسة يومية لكونه استثمارا أساسيا لإنجاح مشروع الإصلاح واحتراما لروح القانون ومقتضياته وسبيلا ضروريا لتقوية المنظومة التعليمية بجميع مكوناتها.
وتابع الحبيب المالكي، أن هذه المبادرة لا يمكن إلا أن تكون ذات أثر إيجابي على المتعلم والرفـع مـن مسـتوى جـودة المنظومة، والمساهمة فـي تحقيـق مدرسـة الإنصاف، والـجودة، والارتقاء الفـردي والمجتمعي.