يواصل قطب الجودة الغذائية الواقع في قلب القطب الفلاحي لمدينة مكناس، الأول من نوعه الذي تم إنجازه بالمغرب، الاضطلاع بدوره كفضاء لتقوية الابتكار وتعزيز تنافسية قطاع الصناعة الغذائية على المستويين الجهوي والوطني.
وتتيح هذه البنية التي تعتبر مكونا أساسيا للقطب الفلاحي لمكناس والمنجزة من قبل وزارة الفلاحة، تجميع الكفاءات وتآزر الوسائل والخدمات بهدف تقوية قدرة الفاعلين ومواكبة في تحسين تنافسيتهم.
ويعكس قرب هذه المنصة من “فضاء الصناعات الغذائية”، المكون الآخر للقطب الفلاحي لمكناس، رغبة القائمين على هذه المبادرة في خلق منصة جهوية مرجعية لتجميع وتسويق وتحويل وتوزيع المنتجات الفلاحية.
فضلا عن ذلك، تتيح هذه المنصة إمكانية حقيقية للاستثمار بالنسبة للفاعلين بالجهة، من خلال فسح المجال لهم لتعزيز تنافسية مقاولاتهم والعمل على تطويرها.
وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الري وإعداد المجال الفلاحي بالمديرية الجهوية للفلاحة، ميمون المرس، بأن إحداث قطب الجودة الغذائية يندرج في إطار تعزيز القطب الفلاحي لمكناس وتنفيذا لمخططي المغرب الأخضر وإقلاع.
وأضاف أن هذه المنصة تضطلع بدور الشباك الوحيد في إطار القطب الفلاحي لمكناس على اعتبار انها تهدف إلى مواكبة المستثمرين في ميدان الصناعات الغذائية وفلاحي الجهة في مجال البحث الزراعي، ومواكبة المستثمرين في مجال الصناعة الغذائية في إحداث وحدات للتحويل والتصنيع، وسلامة المواد والمنتجات الغذائية، وكذا في تصدير منتجاتهم.
ويضم هذا القطب العديد من المختبرات التابعة لعدة مؤسسات، ويتعلق الأمر بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية للتحاليل الصحة النباتية والبيطرية والغذائية، والمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات (موروكو فودكس) لتحليل ومراقبة المنتجات الفلاحية لجهة فاس – مكناس الموجهة للتصدير، والمعهد الوطني للبحث الزراعي للتحاليل الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية والبحث والتكوين، ومركز الابتكار في الصناعات الغذائية.
ويعد المعهد الوطني للبحث الزراعي فاعلا رئيسيا في قطب الجودة الغذائية من خلال تعبئة باحثيه والبنيات التابعة له وهي مختبرات تحاليل التربة والماء وحماية الأشجار والتكنولوجية الغذائية ونظام المعلومات الجغرافي، إضافة إلى منصة للابتكار مخصصة للتجارب.
وأوضحت ابتسام غيرو باحثة بالمركز الجهوي للبحث الزراعي بمكناس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش تواجدها بمختبر التكنولوجيا الغذائية، أن المختبر يهدف إلى مواكبة الفلاحين والتعاونيات بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة، لاسيما من خلال اختبارات لقياس مستويات المبيدات في الفواكه والخضروات أو في المنتجات المشتقة من هذه المنتجات.
وأوضحت غيرو أن باحثي وباحثات المختبر يساهمون أيضا في تطوير منتجات فلاحية جديدة بناء على نتائج الأبحاث، مما يتيح إمكانية صنع منتجات خالية من المواد الحافظة.