بلانيت | ،

خبير: نتمنى أن يلجأ برنامج “الجيل الأخضر” إلى مقاربة شاملة و مندمجة

خبير: نتمنى أن يلجأ برنامج “الجيل الأخضر” إلى مقاربة شاملة و مندمجة

نظمت المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لجهة بني ملال خنيفرة دورة تكوينية حول سلسلة الزيتون.

وتشكل المقاربة و المنهجية المتبعتين في مجال التنمية الفلاحية الهادفة إلى المساهمة في التنمية القروية المستدامة، العنصر الأساسي في تشخيص الوضع حسب الخصوصيات المجالية بإشراك السكان المعنيين من أجل الوصول إلى الحلول الملائمة لذلك.

في هذا الحوار، استحضر حسن مهنة مهندس، خبير في التنمية المستدامة، انطلاقة البرنامج السابق الخاص ببرنامج “المغرب الأخضر” والملاحظات التي سبق أن أدلى بها خلال الاجتماعات المنظمة آنذاك على صعيد مختلف العمالات والأقاليم من جهة، تلك الملاحظات التي استعرضها خلال مشاركته في ورشات (Agora) في “cop22” من جهة ثانية.

ما أهم الملاحظات المستخلصة من إحدى الورشات بهذه الدورة التكوينية؟

خلال ورشة اليوم التي نظمت بدوار إمهواش التابع لجماعة دير القصيبة والتي حضرتها نخبة من الفلاحين و الكسابين، استخلصت الكثير من الملاحظات أهمها،

أن مقاربة السلاسل المتبعة لاتخدم إلا جزئيا أهداف الفلاح المشارك نظرا لأنها لا تخص سوى موضوع الزيتون علما أن أغلب المزارعين يمارسون أكثر من نشاط نظرا لطبيعة المنظومات الإنتاجية systèmes de production الموروثة من الأجيال السابقة و ذلك حتى تتكامل مختلف الأنشطة من مغروسات وزراعات وتربية المواشي، حيث يبحث الفلاح عن تكامل بين الأنشطة التي يمارسها بشكل تضامني و تثامن المنتوجات الفلاحية فيما بينها ( مثال: تثمين المنتوجات النباتية باستعمال تربية المواشي)، ثانيا

تقيد الجهة المؤطرة بموضوع الورشة في وقت يجد فيه الفلاح نفسه، سواء كان أميا أو مثقفا، أمام وضع لايسمح بمناقشة الإكراهات الآنية المستعجلة التي يواجهها والمرتبطة بموضوع الورشة ولو بشكل غير مباشر، ثالثا نهج مقاربة السلاسل لايأخذ بعين الاعتبار عنصر المنظومات الإنتاجية systèmes de production، بل بسلسلة الإنتاج، ليواجه الفلاح فجوة جامة بينه و بين مخاطبه “واحد ” التخصص (الزيتون في حالة موضوع التكوين) و بالتالي غياب مؤطر يتلاءم و”المرض” الذي يشكو منه، ليتم تأخير عملية تشخيص الداء و إيجاد حلول تقنية في مواجهة الداء الظاهرة معالمه على كل فلاح على حدا، رابعا تتم معالجة مختلف طلبات و إكراهات الفلاحين بشكل انفرادي و ليس بشكل جماعي communautaire وشمولي globale باتباع مقاربة مجالية ترابية territoriale و بمنهجية مندمجة intégrée علما أن المقاربة المندمجة الشاملة هي الأنجع وهي التي أعطت أكلها في السابق على صعيد العديد من مشاريع التنمية الفلاحية و التنمية القروية عبر الزمان و المكان (مشروع تنمية القروية بالريف الغربي Derro i ومشروع وادي سرو للتنمية القروية …).

ما تصوركم بخصوص مقاربة وزارة الفلاحة في هذه الدورات التكوينية؟

لقد سبق لي أن قمت خلال الموسم الفلاحي 90/1991 بدراسة ميدانية في موضوع “المنظومات الإنتاجية و تدبير المجال لدى قبيلة آيت ويرة”، حيث تم التعرف على 5 أو 6 منظومات متكاملة تختلف حسب أنواع الأنشطة المتبعة و المساحات، كما أنها تختلف حسب الأنشطة الموازية.

و انطلاقا من الفج الحاصل في المقاربة المتبعة من طرف وزارة الفلاحة و الصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في اتباع التكوين، حبذا لو تم الترخيص للأطر المكونة لمعالجة الحالات المستعصية بشكل مفتوح.

زيادة عن ذلك، يبدو أن الأمر يتطلب استعمال مصطلح و مقاربة ميدانية أخرى عوض التكوين كما هو الأمر بالنسبة لتجربة مشروع وادي سرو (visites s commetées)، فاعتبارا و احتراما للخبرة الميدانية للفلاحين المشاركين وتقديرا للمعرفة المدانية الموروثة من الأجيال السابقة، وجب استعمال مصطلح آخر يتلاءم ومايقوم به الطرف المؤطر مشكورا على كل ما يقوم به من تضحيات شخصية و تضامنية مع الفلاحين خاصة في هذه الفترة من الجفاف و شح المياه.

كلمتكم الأخيرة بخصوص برنامج “الجيل الأخضر”؟

و في الأخير، أتمنى أن تتفاعل قيادة برنامج “الجيل الأخضر” مع جميع الأصعدة مع كل مايتم الإدلاء به من ملاحظات الفلاحين و تقديرا لهم كخبراء ميدانيين حاملين للمعرفة و السيطرة على الوضع حتى تتم هندسة التدخل العلمي بغية تنمية فلاحية مستدامة.

و حسب خبرتي المتواضعة في الميدان، أتمنى صادقا أن يقود “الجيل الأخضر” التعديلات اللازمة و اللجوء إلى مقاربة شاملة و مندمجة حتى يكون المخاطب في مثل هذه الورشات مكيف و ملائم لحاجيات و متطلبات الطرف المعني بالأمر ” الفلاح”…

النشرة الاخبارية

اشترك الان في النشرة البريدية، لتصلك اخر الاخبار يوميا

الاكثر قراءة

فيديو

تابعنا على :