كثر الحديث مؤخرا عن فرضية وجود أسد الأطلس بمنطقة آيت بوخيو التابعة لنفوذ قيادة مولاي بوعزة، و المنطقة المجاورة لها والماس التابعة لإقليم الخميسات. وبعد زيارة بعض الصحفيين لمكان الحادث الذي شكل اعتداء مفترضا على فتاة قاصر في واضحة النهار حسب تصريحها، و بعد تأكيد رؤية الأسد من طرف مواطن آخر يسكن غير بعيد عن مكان هذا الاعتداء، حيث كان يمتطي ظهر دابة متوجها إلى السوق الأسبوعي لإثنين آيت بوخيو، ونظرا للكثير من التساؤلات المباشرة منها على الخصوص، ارتأيت أن أدلو بدلوي في الموضوع و ذلك حسب معرفتي الميدانية للمكان الذي أشير إليه في النازلة.
يقع مكان الحادث المفترض ضمن غابة بوحسوسن التابعة لقبيلة بوحسوسن، و يتواجد على امتداد و محاداة غابات تابعة لقبيلة زيان والماس عن إقليم الخميسات.
من حيث الموطن الطبيعي الذي تشكله هذه الغابات الكثيفة، حسب طبيعة المكان ، من جهة و نظرا للتضاريس الوعرة التي تغلب على هذه المنطقة الشاسعة و الخالية من السكان إلا القليل منهم، من جهة ثانية، توفر جغرافية الغابات الشاسعة ملجأ متميزا للحياة البرية بحكم السكينة و الأمن و المأكل الذي توفره الغابات.
و لعل الصعوبة التي تواجه السكان المحليين، من كلتا جهتي وادي كرو، في استغلال مواشيهم خاصة من الأبقار لدليل على كثافة الغابة و توفر المياه و انحدار الأراضي.
لازلت أتذكر أن سكان آيت بوخيو يلجؤون آنذاك ( سنوات التسعينات) إلى اقتناص أبقارهم كي يسوقوها لفائدة الجزارين أو لمواجهة مناسبة اجتماعية معينة. كما أن بعض القناصين من الجهة الأخرى من تيداس و والماس مافتؤوا ينظمون إحاشات لصيد الأبقار الني تعيش بشكل مستمر داخل الغابة. و هناك العديد منها لايقوى أي أحد عن معرفة مالكها، الشيء الذي يجعلهم يلجؤون إلى وسيلة القنص بواسطة الإحاشة كما هو معمول به في عمليات قنص الخنزير البري و اقتسام لحومها. و كم من عدد من الإحاشات المنظمة في المنطقة التي يظهر من خلالها حيوان لاروي الذي يستغل هذا الموطن للتوالد و التكاثر بعد أن تسلل من منطقة تارميلات التابعة لوالماس ليستقر ذاخل هءه المنطقة الشاسعة.
و بالرغم من كل هذه الخصوصيات و الامتيازات التي تساعد حتما على تنمية حياة برية غنية بالأصناف الطبيعية المهددة من الانقراض، تبقى فرضية تواجد الأسد بهذه الأدغال جد صعبة بالنظر إلى طول فترة انقراض الأسد المعلن رسميا على الصعيد الوطني (1942) من جهة، و عدم التبليغ بتواجده من طرف الرعاة و القناصين المحليين و السلطات التقنية و الإدارية المعنية من جهة ثانية.
لكن الشيء المؤكد من هذا التشخيص هو أن جودة الموطن أعلاه، يشكل بيئة سليمة و غنية لتطور العديد من الحيوانات البرية و لو كانت مفترسة و التي تستطيع التأقلم و قد تشبه في فسيولوجياتها الأسد و غيره من الحيوانات البرية.
و يبقى استعمال التكنولوجيا الحديثة من طائرة درون و ركز كاميرات عالية الرصد من بين الآليات التقنية الكفيلة برفع أي لبس في الموضوع و تنوير الساكنة و الرأي العام.
حسن مهنة مهندس غابوي متخصص في التهيئة والتعمير