أفادت مصادر صحفية، أن الشركة الصينية Envision بدأت في تزويد حقل الطاقة الريحية بمدينة الداخلة بالتوربينات الريحية، التي سَتُستعمل طاقتها الكهربائية في تزويد محطة تحلية مياه البحر بمدينة الداخلة.
ويأتي هذا الاستثمار الصيني، حسب ما أورده موقع “الصحيفة”، بعد شركة “هوايو” (HUAYOU) الصينية التي تُعتبر من الشركات الرائدة عالميا في مجال صناعة مكونات البطاريات الكهربائية للسيارات، والتي أبدت عزمها إنشاء مصنع ضخم خاص بإنتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية، بجهة العيون الساقية الحمراء، بكلفة تزيد عن 20 مليار دولار أمريكي.
أكدت المصادر ذاتها أن المزود الصيني Envision لحقل الطاقة الريحية بمدينة الداخلة قد بدأ في عملية تنزيل وتركيب التوربينات الريحية من نوع EN171-5MW ذات فاعلية أكبر مع خاصية الرياح بالمناطق الجنوبية، والتي من المنتظر أن تستعمل طاقتها الكهربائية في تزويد محطة تحلية مياه البحر بمدينة الداخلة الفائز بصفقتها الثنائي Nareva-Engie “ناريفا” و”إينجي” الفرنسية.
وكان عملاق الطاقات المتجددة الصيني قد أكد في شهر ماي المنصرم أنه تمكن من الظفر بصفقة حقل الطاقة الريحية قدرته 60 ميغاواط، سيعمل على تأمين المتطلبات الطاقية لمحطة التحلية بمدينة الداخلة بنسبة 100%.
وحسب الشركة الصينية فإن توربينات EN171-5MW التي ستستخدمها “مصممة للأداء العالي والكفاءة، مما يجعلها حلاً مثاليًا لظروف الرياح في هذه المنطقة”. ويهدف هذا المشروع الذي تشرف عليه شركة «Dakhla Water and Energy Company S.A»، إلى تلبية احتياجات الطاقة الكهربائية لمحطة تحلية مياه البحر التي ستقع على بعد 75 كيلومترًا شمال مدينة الداخلة، باستثمارات قدرها 1.7 مليار درهم وبطاقة إنتاجية 100 ألف متر مكعب يوم، حيث سيسمح هذا المشروع الضخم بري 5000 هكتار من المحاصيل الزراعية ذات القيمة المضافة العالية.
ويرتقب أن تبلغ قدرة محطة التحلية المستقبلية، التي من المقرر أن تنتهي الاشغال فيها سنة 2025، 37 مليون متر مكعب سنويًا، وسيخصص حجم 30 مليون متر مكعب للري، بينما سيوفر 7 ملايين متر مكعب المتبقية مياه الشرب لمدينة الداخلة ومنطقتها، ولا سيما بئر انزران وميناء الداخلة الأطلسي الجديد.
ويعتبر هذا الحقل الطاقي من صفقات المصنع الصيني الأولى داخل السوق المغربي، وذلك بعد إعلان المصنع الألماني سيمنس مغادرته للمغرب عقب إغلاقه مصنع الشفرات الريحية بمدينة طنجة عند بداية 2023.
ومن المرتقب أن تنتج محطة الداخلة 37 مليون متر مكعب في السنة من أجل تزويد الجهة بالماء الصالح للشرب وسقي 5000 هكتار من الأراضي الزراعية، هي عبارة عن أول محطة هجينة في المغرب، تعتمد على الطاقة المتجددة في تحريك إنتاجها، بغلاف مالي يقدر ب 2 مليار درهم، يمتد استغلالها لـ 27 سنة ابتداء من انتهاء الأشغال في 2025.
ومرّت الصفقة في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص PPP مع المكتب الوطني للماء والكهرباء ONEE، وفي يونيو 2022 دخل المشروع حيز التنفيذ بتوقيع الحكومة عبر وزارة الفلاحة على مذكرة تفاهم مع شركة Dawec المنبثقة عن الثنائي ناريفا-إينجي.
ومع دخول الشركات الصينية التي يوجد العديد منها في ملكية الدولة، في مشاريع عملاقة في الصحراء المغربية، تبدي بيكين موقفها السياسي من قضية الصحراء، وهو ما ظهر بشكل أكبر بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة “الملك والشعب” حينما أكد أن “ملف الصحراء هو المعيار الذي يقيس به المغرب صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”، وهو ما يبدو أن بيكين قد التقطته، ودعمت حضورها الاقتصادي في المغرب، وتحديدا في الأقاليم الجنوبية، حيث أبدت عزمها فتح مشاريع ضخمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية بمدينة العيون، لتوفر الموارد الطبيعية الخام لمثل هذه الصناعة خصوصا من الفوسفاط.