من المتوقع أن يبلغ إنتاج الزيتون، على مستوى جهة الشرق، برسم الموسم الفلاحي 2023-2024، ما مجموعه 208 ألف طن، بانخفاض بنسبة 17 في المائة، مقارنة مع الموسم المنصرم.
ويعزى هذا الانخفاض في الإنتاج، بحسب المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، إلى مجموعة من العوامل المناخية، منها، على الخصوص، الجفاف، وموجة الحرارة المسجلة في وقت ازدهار الزيتون (شهر أبريل)، والتي كان لها تأثير قوي على المحصول، علاوة على التأثير السلبي للبرد في بعض مناطق الجهة، خاصة إقليم تاوريرت.
وأوردت معطيات للمديرية أن المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار الزيتون بالجهة، والمتواجدة 90 في المائة منها بأقاليم الدريوش وجرسيف والناظور وتاوريرت، بلغت، برسم الموسم الفلاحي الحالي، 147 ألف و500 هكتارا، مشيرة إلى أن هذه المساحة يرتقب أن تصل في أفق 2030، إلى 167 ألف و780 هكتار (بمعدل إنتاج يبلغ 396 ألف و670 طن)، بما في ذلك 61 ألف و20 هكتار في إطار الفلاحة التضامنية.
وبالنسبة لعمالة وجدة – أنجاد، فإن سلسلة إنتاج الزيتون، تمثل 55 في المائة من مجموع الأشجار المثمرة على مستوى العمالة، بما مجموعه 11 ألف هكتار (منها 60 في المائة بالأراضي المسقية). كما أن حوالي 90 في المائة من أشجار الزيتون هاته منتجة، وذلك وفق ما أكده رئيس مصلحة إنجاز المشاريع لسلاسل الإنتاج بالمديرية الإقليمية للفلاحة بوجدة، فؤاد زهيري.
وأشار إلى أنه بالنسبة للإنتاج على مستوى العمالة، برسم الموسم الحالي، فإنه من المتوقع أن يفوق 26 ألف طن، بزيادة 2600 طن مقارنة بالموسم الفارط.
وأوضح أن هذا الارتفاع الطفيف في الإنتاج، وبالرغم من قلة التساقطات المطرية، وموجة الحرارة التي سجلت في فترة ازدهار أشجار الزيتون، وكذا تساقط البرد في أوائل شهر غشت، ناجم عن دخول مرحلة الإنتاجية لمجموعة من أشجار الزيتون المغروسة في إطار برامج الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر.
ويواكب إنتاج الزيتون بجهة الشرق، جهود تثمين هذه السلسلة، من خلال إحداث وحدات لعصر الزيتون التي يصل عددها، على مستوى الجهة، إلى 51 وحدة عصرية (بسعة إجمالية تقدر بـ 31 ألف و800 طن/ السنة)، و30 وحدة لتصبير الزيتون (53 ألف و500 طن/السنة)، متواجدة، بالأساس، بإقليمي تاوريرت وجرسيف. كما يوجه 44 في المائة من الإنتاج لاستخلاص زيت الزيتون، و48 في المائة للتصبير.
وفي هذا السياق، أشار اعمر الرهدوني، عضو تعاونية تيزي لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز بجماعة سيدي بونوار (عمالة وجدة – أنجاد)، إلى أن التعاونية، استفادت السنة الماضية من وحدة لعصر وإنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز، تصل سعتها إلى حوالي 4 أطنان في اليوم (أي ما يعادل 4 قناطر في الساعة)، مقدمة من طرف المديرية الجهوية للفلاحة.
وبخصوص إنتاج الزيتون لهذه السنة، قال الرهدوني، إنه، على غرار، السنة الماضية، فإن نقص الإنتاج بسبب قلة التساقطات المطرية، أثر أيضا على أنشطة عصر الزيتون، مبرزا أن عصر قنطار واحد يسمح بالكاد باستخراج ما بين 13 و14 لتر، وذلك بسبب ضعف كمية الماء في الزيتون، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج التي تتراوح ما بين 85 و90 درهم للتر الواحد.
وتمثل سلسلة الزيتون، التي تعتبر واحدة من أهم سلاسل الإنتاج بجهة الشرق، 65 في المائة من مجموع الغراسات بالجهة، وتساهم في التنمية السوسيو – اقتصادية بها، عبر خلق 4,98 مليون يوم عمل في السنة. كما تحقق رقم معاملات جد مهم يصل إلى 1,48 مليار درهم.
وخلال الفترة ما بين 2008 و2020، عرفت سلسلة الزيتون بالجهة، وفق المعطيات ذاتها، تطورا ملحوظا من حيث المساحة والإنتاج، وذلك بفضل الدعم الذي قدمه المخطط الفلاحي الجهوي.
وفي هذا الصدد، ارتفعت المساحة بنسبة 65 في المائة، خلال هذه الفترة، لتبلغ 126 ألف و400 هكتار، والإنتاج بنسبة 133 في المائة ليصل إلى 238 ألف طن. كما ساهمت هذه السلسلة في خلق 500 ألف يوم عمل إضافية خلال نفس الفترة.
أما بخصوص تصدير المنتوج، أشارت معطيات المديرية الجهوية إلى أنه تم تصدير كميات مهمة من زيتون المائدة إلى الخارج، حيث بلغت الكمية المصدرة برسم الموسم الفلاحي 2022-2023، ما يفوق 17 ألف و45 طن من هذه الزيتون، موجهة بنسبة 90 في المائة إلى السوق الأوربي. بينما بلغت قيمة الصادرات، خلال نفس الفترة، 375 مليون درهم.